قبل إعلان “الصديق” القديم للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” انطلاق حزبه الجديد، طفت إلى السطح فضائح مالية يحاول “أردوغان” استخدامها أداة تشويه بحق المنافسين، الذين كانوا يوماً ما أصدقاء.
أشارت وكالة “بلومبرج” للأنباء الأمريكية، هذا الأسبوع، إلى بدء الحرب الباردة بين أقطاب الحكم التركي الحالي، يأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء السابق “أحمد داوود أوغلو” الملقب بمهندس العلاقات الخارجية التركية “صفر مشاكل، ووزير الاقتصاد السابق “علي باباجان”، لإطلاق حزبين سياسيين منافسين لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس التركي الحالي، والذي أوصل الرجل لحكم تركيا قبل نحو 17 عاماً.
واحتدمت المعركة السياسية الداخلية، التي يخوضها أردوغان، عندما وجه تهماً لخصميه السياسيين بـ “الاحتيال على بنك خلق” المملوك للدولة، ولا يملك “أردوغان” بحسب الوكالة الأمريكية أي دليل على اتهاماته، التي يقول فيها بأن هناك، احتيال جامعة “اسطنبول شهير” التي أسسها “أحمد داوود أوغلو” على “بنك خلق”، بقرض قيمته 417 مليون ليرة تركية أي ما يعادل- 72 مليون دولار أمريكي-.
كما اتهم أردوغان باباجان ووزير الاقتصاد السابق “محمد شيمشك”، بحسب ما أوردت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، بالتوقيع على مرسوم مشبوه بتخصيص أراض مملوكة للدولة ضمن حرم الجامعة الخاصة.
وقال أردوغان في كلمة له السبت الماضي: “قدم البنك قرضا كبيرا لهم، إلا أنهم لم يسددوه وطلبوا إعادة هيكلة القرض الذي حصلوا عليه بدون ضمانات . . . لا أريد الدخول في تفاصيل، ولكن كان هناك احتيال ضد بنك خلق”.
وكان بنك “خلق” قد رفع دعوى ضد الجامعة في محاولة لاسترداد الأموال، كما تم تجميد أصول الجامعة.
بالمقابل، نفى صديق أردوغان القديم “داوود أوغلو” صحة الاتهامات، وطالب أردوغان وعائلته، بالكشف عن ممتلكاتهم وأي أصول اكتسبوها خلال المسيرة السياسية للرئيس التركي الحالي، فيما لم يصدر أي تعليق عن الشخصية الثانية في القضية “علي باباجان”.
وطالب “أوغلو” فى منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”، بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية فى الأصول المالية لجميع الرؤساء ورؤساء الوزراء السابقين والحاليين فيما قبل وبعد حياتهم السياسية، كذلك أقاربهم من الدرجة الأولى بما فيهم أردوغان وعائلته.
وأوضح أوغلو في منشوره، الذي وقعه باسمه وبتارخ 7/12/2019 ، أن قرار تمويل الجامعة تم اتخاذه بشكل مركزي، في مجلس حزب العدالة والتنمية، متهماً الرئيس التركي بمجانبة قواعد “المجاملة الأساسية بين الزملاء”، واصفاً التهم بـ “الاتهامات الثقيلة”.
معتبراً أن التهجم على الجامعة، يعتبر تهجماً على 7000 طالب تضرروا مع عائلاتهم من هذا التهجم، وأن موضوع الجامعة والقرار المركزي الذي تم اتخاذه بشأنها حين تأسيسها “مسألة تتعلق بأخلاق الدولة وليست مسألة شخصية”، وذلك بحسب نص المنشور الذي نشره رئيس الوزراء التركي السابق “أحمد داوود أوغلو” عبر حسابه الشخصي.
كما نفى “داوود” تملك الجامعة للأرض التي أقيم عليها المبنى، مؤكداً أن الجامعة استأجرت الأرض بشكل قانوني، ولم تتملكها.
وبيّن الرجل الذي يوصف بـ “مهندس العلاقات الخارجية التركية” أنه نشر هذا البيان، بعد أن ثقلت الاتهامات.
ويواجه حزب العدالة والتنمية انشقاقات كبيرة في داخله منذ 2016، بسبب سياسية الرجل الأوحد الذي يتهم معارضو أردوغان إياه باتباعها.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.