تعارض دول أوروبية الأطماع الإسرائيلية التوسعية في غور الأردن، باعتبار ذلك عملاً غير مشروع، وغير مسؤول، وغير قانوني، من قبل سلطات الاحتلال نحو الحدود المعترف عليها أممياً لدول المنطقة.
حيث أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو: أكثر من مرة وخاصة في الأشهر الأخيرة، نيته ضم منطقة غور الأردن من الأراضي الأردنية لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، فيما اعتبر مراقبون أن الأمر لا يتعدى عن كونه محاولة من نتنياهو لكسب انتصار خارجي يصرف أنظار الإسرائيليين عن إخفاقاته الداخلية، وعن تهم الفساد التي أقرتها المحكمة بحقه.
فقد أعربت حكومة إيرلندا عن نيتها حث دول الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات بغية التصدي لـ” أي تدخل إسرائيلي غير مسؤول وغير مشروع ” في غور الأردن.
وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيرلندي “سيمون كوفيني”، لـ”دويل أيرن” والتي هي بمثابة -الغرفة الأدنى لبرلمان البلاد-، أن مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أجرى بطلب منه الأسبوع الماضي مشاورات بشأن النهج الواجب على الاتحاد ممارسته تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط بغية “تقديم وحماية القدرة التفاوضية وإيجاد تسوية على أساس مبدأ حل الدولتين الذي يعد عادلاً بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، على حد سواء”.
وتأتي الخطوة الإيرلندية بعد أن دعت دولة “لوكسمبورغ”، دول الاتحاد الأوربي إلى الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، رداً على قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
ونوه الوزير”كوفيني”، إلى أنه طلب من مجلس الشؤون الخارجية إجراء دورة جديدة أكثر تفصيلاً من المشاورات في 17 كانون الثاني القادم، بغية محاولة حماية حل الدولتين كـ”خيار صالح في وجه ما يعتبره كثيرون الضم الزاحف للضفة الغربية، إثر توسع رقعة الاستيطان، وبطبيعة الحال خطر الضم المباشر لأجزاء من الضفة الغربية، وخاصة غور الأردن والذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
كما وأوضح رئيس الوزراء الإيرلندي، أن ذلك سيكون “خطوة غير مقبولة” و”تصرفاً غير مشروعاً” بالنسبة للاتحاد الأوروبي وإيرلندا على وجه الخصوص، مشيراً إلى أنه التقى أثناء جولته الأخيرة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية “جميع اللاعبين السياسيين الرئيسيين” في المنطقة، بمن فيهم نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتأييداً لتصريحات “كوفيني”، فقد أكد مفوض السياسة الخارجية الجديد في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل”، أن كوفيني في الاجتماع الأخير لمجلس الشؤون الخارجية أعرب عن قلق إيرلندا بشأن مستقبل الأراضي الفلسطينية، نظرا لإقرار الولايات المتحدة مؤخراً بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأبدى مخاوفه من أن تستمر واشنطن في اتخاذ خطوات جديدة بهذا الاتجاه.
وأشار “بوريل”، إلى أن خلافات لا تزال قائمة بين دول الاتحاد بشأن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين والتسوية الشرق الأوسطية، مشدداً على أهمية تشجيع كلا طرفي النزاع على إطلاق مفاوضات جادة وذات مصداقية بغية تطبيق حل الدولتين.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.