كشفت وسائل إعلامية سورية معارضة، نقلاً عن مصادر وصفتها بـ “الخاصة”، بأن عشرات العناصر التابعين للجيش الوطني، الذي شكل في سوريا مؤخراً بدعمٍ تركي، قد تم نقلهم إلى ساحات القتال في العاصمة الليبية، طرابلس، برفقة مستشارين أتراك، دعماً لحكومة الوفاق الوطني، وذلك في وقتٍ تتعرض فيه مدينة إدلب السورية، آخر معاقل المعارضة، لحملةٍ عسكريةٍ من قبل النظام وروسيا، أدت حتى الآن إلى سيطرة القوات المهاجة على أكثر من 40 منطقة وقرية في ريف المدينة الجنوبي.
الأنباء المذكورة حول انتقال عناصر الجيش الوطني المعارض، إلى ليبيا، أكدها موقع “نداء سوريا” المعارض، الذي نقل عن مصادره الخاصة، أن انتقال العناصر السورية للمشاركة في معارك طرابلس، جاء بعد قرارٍ تركيٍ، بإنشاء قواعد عسكرية في طرابلس ومحيطها، دعماً لحكومة الوفاق.
ولفتت المصادر إلى أن العناصر كانوا قد شاركوا في عمليتي “غصن الزيتون” و”نبع السلام”، التي شنتها تركيا ضد عناصر مسلحة كردية في مدينة عفرين ومنطقة شرق الفرات، شمال سوريا، كاشفةً أن عدد العناصر المتوجهة إلى ليبيا بلغ 250 عنصراً، سيتولون مهام الأعمال الإدارية والترجمة، وأمناء مستودعات.
إلى جانب ذلك، ربط المصدر، موافقة العناصر على الانتقال إلى ليبيا، بأمل الحصول على دعم تركي أكبر في سوريا، خاصة مع ما حققته قوات النظام من تقدمٍ ميداني، في مدينة إدلب، في حين تسعى حكومة العدالة والتنمية التركية، إلى تضمين قواتها كوادر عربية، للحصول على شرعية لتدخلها العسكري في ليبيا.
من جهتها، تناولت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، قضية نقل عناصر الجيش الوطني، من سوريا إلى ليبيا، حيث نقلت عن مسؤول ليبي رفيع، أن العناصر السورية المسلحة انتشرت في طرابلس، بالتزامن مع نشر قوات للدفاع الجوي في العاصمة الليبية.
كما بينت الوكالة الأمريكية، أن الحكومة الليبية كانت قد عارضت المقترح التركي بنشر قوات من المعارضة السورية على الأراضي الليبية، لتعود وتوافق على المقترح التركي، بعد التقدم الميداني الكبير، الذي حققه الجيش الليبي، بقيادة اللواء المتقاعد “خليفة حفتر”، باتجاه قلب العاصمة الليبية.
أنباء توجه المقاتلين السوريين إلى ليبيا، فجرت موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشط “محمد المحمد” تويتر: “هلق قرأت خبر لتركيا عاجل مئات السورين من الجيش الوطنى الحر يتوجهون الى ليبيا والله كنه رجعنه مرتزقه ورجعنه ع الحكم العثمانى من جديد”.
كما غردت الناشطة، الدكتورة “نغم الحافظ”: هل تعلمون أن فرقة من الجيش الحر قاتلت بمطار أتاتورك اثناء الانقلاب وحمت السلطان والشعب السوري خرج بالشوارع ونام هناك حتى استتب الأمن بتركيا، أردوغان حماك شعبنا يوما، ما هكذا تورد الإبل أفندم ياحيف عليك”.
إلى جانب ذلك، كتب الناشط “صفوك الشيخ”: “الجيش السوري الذي كان اسمه “الحر” في سوريا ، يقاتل اليوم في ليبيا “مرتزقاً” مادامكن تسرقوا دجاج وتشخّوا ع الواقف مش راح تنتصرون حتى على انفسكم، كيف اسمكن جيش وطني وحر وتقاتلوا لصالح اردوغان في ليبيا… ؟؟؟”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.