بعد أن حلقت طائرات أمريكية من نوع “أباتشي” فوق السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية “بغداد”، قرر قادة مليشيا الحشد الشعبي الانسحاب من محيط السفارة، وإنهاء اعتصامهم الذي بدؤوه أمس الثلاثاء.
وتأتي خطوة الانسحاب هذه بعد فشل عملية التفاوض التي خاضها كبار الضباط العراقيين من الجيش العراقي مع المحتشدين خارج السفارة في محاولة لإقناعهم بالمغادرة.
لكن بعد بدء الولايات المتحدة الأمريكية بإجراءات فعلية لحماية بعثتها الدبلوماسية في العراق، وتحليق مكثف لطائرات الأباتشي الأمريكية في السماء العاصمة، وفوق مقر السفارة الأمريكية، دعا الحشد الشعبي في بيان أنصاره الموجودين قرب السفارة الأميركية إلى الانسحاب “احتراما” لقرار الحكومة العراقية التي دعت المحتجين إلى إخلاء المكان.
وكانت واشنطن قد هددت طهران بشكل صباح اليوم الأربعاء، بحال تم الإضرار بسفارتها ببغداد، كما اتهمتها أمس الثلاثاء بتحريض مليشيا الحشد الشعبي على الاعتصام والهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، إثر الضربة الجوية التي نفذتها الطائرات الأمريكية الحربية على 5 قواعد عسكرية لمليشيا حزب الله العراقي، 3 منها في العراق في محافظة الأنبار، و2 في سوريا على الحدود مع العراق، قتل فيها 25 عنصر من المليشيا بينهم القيادي البارز “أبو علي الخزعلي”.وأفاد مراسل مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي بحصول إطلاق للغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن العراقي باتجاه أنصار كتائب ميليشيات حزب الله عند إحدى بوابات السفارة الأمريكية.
واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بتحريض ودفع مليشيات الحشد الشعبي العراقي لمحاصرة سفارتها في بغداد، حيث تم إجلاء السفارة من السفير والموظفين، بينما تمركزت قوات أمريكية داخل السفارة لحمايتها.
وأضرم المحتجون النار في أبواب السفارة، كما حطموا النوافذ الزجاجية، وذلك تعبيراً عن غضبهم من الغارة الأمريكية التي شنتها مقاتلات أمريكية مساء الأحد الماضي، على 5 مواقع لمليشيات حزب الله العراقي وقتل خلالها نحو 25 عنصر من المليشيات بينما جرح آخرون، وعقب الإنتهاء من تشيع القتلى توجه عناصر الحشد بقيادة قاداتهم إلى السفارة الأمريكية ونصبوا الخيام للاعتصام، وبعد ذلك مباشرةً حصل الهجوم.
وعلى خلفية الهجوم على سفاراتها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال نحو 1000 جندي أمريكي إلى العراق، حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي”مارك إسبر” صباح اليوم الأربعاء، أن وزارة الدفاع الأمريكية سترسل وبشكل عاجل ما يقارب الـ 750 جندياً إضافياً إلى الشرق الأوسط “رداً على الأحداث الأخيرة في العراق”.
وقال “إسبر” في بيان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية؛ إنه “سيتم نشر حوالي 750 جندياً في المنطقة على الفور”، وبدا أنه يؤكد بذلك معلومات مسؤول أمريكي قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة أرسلت 500 جندي إلى الكويت المجاورة للعراق.
كما أوضح وزير الدفاع الأمريكي أن هناك “قوات إضافية جاهزة ليتم نشرها في الأيام المقبلة”.
وشرح إسبر سبب هذا العدد في بيانه “هذا النشر هو إجراء وقائي ومناسب رداً على مستويات التهديد المتزايدة ضد الأفراد والمنشآت الأمريكية، كما شهدنا الثلاثاء في بغداد”.
ويعيش العراق خلال الأيام القليلة الأخيرة، مرحلة متوترة غير مسبوقة على العديد من الأصعدة، المحلية منها، والمتمثلة بالاحتجاجات الشعبية العارمة ضد النفوذ الإيراني والفساد الحكومي، وأخرى عسكرياً، متمثلة بالغارات الأمريكية الأخيرة، ضد قواعد تتبع لميليشيات حزب الله العراقي، التابع للنظام الإيراني، وملف ثالث لا يقل توترا ًعن الملفات السابقة، ألا وهو الملف السياسي، وغياب أي أفق لأي حل توافق بين الحكومة والمتظاهرين.
ويشهد العراق، احتجاجات منذ الأول من أكتوبر، عندما خرج المتظاهرون إلى الشوارع للتنديد بالفساد وسوء الخدمات ونقص الوظائف والمطالبة بإنهاء النظام السياسي، لكنهم ووجهوا بعنف شديد، أدى إلى مقتل أكثر من 400 متظاهراً، بجانب مئات الإصابات.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتجه مباشرة لتحميل إيران وبشكل مباشر ما شهدته السفارة الأمريكية في بغداد، ويأتي التصريح الأمريكي بعد نجاح حزب الله العراقي وميليشيات الحشد الشعبي في اقتحام الباحة الخارجية للسفارة، بعد حرق إحدى البوابات للسفارة.
من جانبه، نفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أي دور لطهران في استهداف القوات الأمريكية في العراق تعليقاً على قصف القوات الأمريكية مقرات ميليشيات الحشد الشعبي العراقي الموالية لإيران رداً على قصف قاعدة أمريكية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.