قتلت 3 صورايخ انطلقت من طائرات مسيرة أمريكية، الزعيم الإيراني “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بعد أن هبطت طائرته بوقت قليل في مطار بغداد الدولي قادمةً من لبنان، وكان برفقته عدد من رجالات الصف الأول في مليشيات الحشد الشعبي العراقي.
استخدمت أمريكا في قتله صواريخ كاتيوشا، في تذكرة قوية بصواريخ كاتيوشا التي أمطرت بها المليشيات العراقية التابعة لإيران وبأمر من سليماني نفسه، القواعد العسكرية العراقية التي يتمركز فيها جنود ومتعاقدون أمريكيون 11 مرة في شهرين، ما أدى في المرة الأخيرة إلى قتل متعاقد أمريكي وإصابة 4 آخرين، في إحدى قواعد كركوك، إضافة ً لكونه بنظر الأمريكيين المدبر الأول للهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، لكن السبب الحقيقي وراء قتل سليماني في هذا التوقيت ما يزال مجهولاً.
وفي أول تعليق من وزارة الدفاع الأمريكية حول مقتل سليماني، والتي أشرفت على كامل العملية، قالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان رسمي نشرته على مواقعها الرسمية في الإنترنت؛ إن الجيش قام بعمل دفاعي حاسم لحماية الأمريكيين بالخارج من خلال قتل سليماني المدرج على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.
وأوضح بيان البنتاغون أساس العملية”بتوجيه من الرئيس، نفذ الجيش الأمريكي عملا ًدفاعياً حاسما ًلحماية الأمريكيين في الخارج بقتل قاسم سليماني”.
وبيّن البنتاغون في بيانه ربما السبب الذي دفع أمريكا لعدم السكوت عن أعمال سليماني؛ “سليماني هو من أقر الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد الأسبوع الجاري . . . إلى أنه كان يطور بنشاط خططاً للهجوم على الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة”.
كما ونسب البيان لسليماني ولمن سمتها بقوة القدس التابعة له المسؤولية عن مقتل المئات من أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف بالإضافة إلى جرح آلاف آخرين.
وأشار البنتاغون في بيانه أن سبب الضربة التي تم تنفيذها اليوم، تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني المستقبلية.
من جهته قال البيت الأبيض؛ إن سليماني كان يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين والجيش الأمريكي بالعراق والمنطقة. أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فاعتبر أن مقتل سليماني فرصة للعراق لرسم مستقبل بعيد عن سيطرة إيران.
ردود أفعال متناقضة وجدل داخل الإدارة الأمريكية
وفور إعلان الخبر بشكل رسمي علّق وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” فجر اليوم الجمعة، قائلاً إن العراقيين رقصوا في الشوارع من أجل الحرية، وردَّدوا “لا سليماني بعد اليوم”، كما أرفق بومبيو فيديو يظهر احتفالات العراقيين بالشوارع بعد مقتل سليماني، وذلك في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في موقع توتير.
بالمقابل لتأييد رؤوس السلطة الأمريكية للعملية، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب؛ إن الكونغرس لم يتبلّغ مسبقاً بقرار اغتيال سليماني، لكن رئيس اللجنة أوضح أن البلاد على شفا مواجهة مباشرة مرة أخرى بالشرق الأوسط.
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك “إليوت إنجل” في بيان له “هذه الضربة تمت بدون إخطار الكونغرس أو التشاور معه . . . تنفيذ عمل بمثل هذه الخطورة من دون إشراك الكونغرس ينطوي على مشاكل قانونية خطرة ويشكل إهانة لصلاحيات الكونغرس”.
كما اعتبرت رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” أن الغارة التي أدت لمقتل سليماني تهدد بإثارة المزيد من التصعيد الخطير للعنف، معتبرة أنه لا يمكن للولايات المتحدة والعالم تحمل تصاعد التوترات إلى نقطة اللاعودة.
ردود الفعل الإيرانية ونصر الله صامت
دعا المرشد الإيراني “علي خامنئي” رأس السلطة الإيرانية، إلى حداد لمدة 3 أيام بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، في هجوم صاروخي أمريكي استهدفه هو ومجموعة من مرافقيه خارج مطار بغداد.
وأضاف خامنئي أن “غياب سليماني يشعرنا بالمرارة، لكن الكفاح سيتواصل لحين تحقيق النصر وجعل حياة المجرمين أشد مرارة”، بحسب قوله، ويعتبر “سليماني” بالنسبة لـ “خامنئي” رجل المهمات السرية خارج إيران.
وتوعد خامنئي بانتقام عنيف، قائلاً: “ينتظر المجرمين قتلة سليماني انتقام عنيف”، بحسب تعبيره، مضيفاً أن “مقتل سليماني سيضاعف الدافع للمقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل”.
من جهة أخرى قال الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، إن بلاده ستكون أكثر تصميماً على مقاومة الولايات المتحدة، رداً على مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في العراق.
كما دعا الحشد الشعبي في العراق والذي قتل بعض قاداته مع سليماني قبل أن يصل الأخير لمقرراته حيث كان من المقرر أن يجتمع مع قادة الحشد، دعا أنصاره للاستعداد للرد على الضربة الأمريكية التي استهدفت قيادات من الحشد وقائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد فجر اليوم الجمعة.
وأعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي العراقي “أحمد الأسدي” ، أن “المقاومة لن تتوقف بمقتل أبومهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.
بينما قال “مقتدى الصدر”:”أتمنى على الجميع التحلي بالحكمة والحنكة بعد مقتل سليماني”، فيما لم يصدر أي تعليق من زعيم مليشيات حزب الله اللبناني “حسن نصر الله”، والذي كان سليمان لديه قبل أن يغادر إلى العراق حيث قتل.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.