النظام السابق في السودان، والذي كان يتزعمه “عمر البشير” لعقود”، ترك أثقالاً كبيرة على السودانيين شعباً وحكومة وليدة الثورة التي أطاحت بالنظام المرتبط بتنظيم الإخوان المسلمين.
ولعل أبرز تلك الأزمات في هوية الجيش الوطني والفساد الحكومي الذي أنهك البلاد وأعاد الخرطوم إلى ما دون خط الفقر، علاوة على تصنيف السودان على قوائم الإرهاب، الأمر الذي أدى حرمانها من امتيازات عالمية، ومشاريع اقتصادية بناءة.
رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، صرح أن حكومته، تريد بناء جيش سوداني جديد، بعقيدة جديدة مختلفة عن تلك التي سادت في عهد البشير، واصفاً العلاقة الحالية والشراكة بين المؤسسة العسكرية والمدنيين في السودان يُمكن أن يتحدث عنها العالم لما فيها من تفرد، وأن كلا منهما يعمل مع الطرف الآخر بانسجام تام بهدف مواجهة كل التحديات.
ولكن وبالرغم من ذلك أكد “حمدوك” أنه من الضروري القيام بإصلاحات هيكلية في كافة المنظومات الأمنية ورفدها بدماء مؤهلة، وخلق جيش بعقيدة جديدة، وذلك بحسب ما صرح به خلال مقابلة صحافية مع “العربية”.
إلا أن رئيس الوزراء السوداني، لم يحسم أمره بعد فيما يتعلق بجهاز الأمن في بلاده، وإن كان سيعمل على إجراء تغيير في رئاسة جهاز الأمن، لافتاً إلى أن تبعيتها أمر مشترك بين التنفيذي والسيادي، وهما وسيقرران معاً ما يُمكن فعله.
كما أوضح أن هناك تفاوت بين الوزراء في أداء عملهم، لكن في حال وصولهم إلى قناعة بإحداث تغيير فلن يتوانوا عن ذلك، حسب تعبيره.
وفي الحديث عما يواجه السودان من مشاكل اقتصادية أشار “حمدوك”، إلى عدم إمكانية حل ذلك في ليلة وضحاها، وأن الشعب السوداني الذي صبر مدة 30 عاماً من حكم النظام السابق بإمكانه الصبر قليلاً لتحقيق المعجزات.
ولفت إلى أن السودان مفصول وبعيد عن مصادر التمويل الدولية وسيظل محاصراً ما لم يتم رفع اسمه من قائمة الإرهاب.
السودان، كان قد تعرض لهزات قوية، جراء تصنيفه على قوائم الإرهاب، حيث توقفت نسبة كبيرة من أساطيله الجوية والبحرية بسبب نقص قطع الغيار، ووقف أعمال الصيانة، إضافة إلى فقدان حقب كاملة من التطورات التكنولوجية التي كان بالإمكان الاستفادة منها في عملية النمو الاقتصادي.
وتتراوح الخسائر المباشرة، وفق العديد من المصادر الإعلامية، ما بين 125 و 135 مليار دولار بما في ذلك توقف تدفق القروض والتسهيلات والمنح الدولية، إضافة إلى خسائر الصادرات.
إلى ذلك، استبعد رئيس الوزراء وجود أيادٍ خارجية تُحرك حوادث الاقتتال التي اندلعت في بعض المدن السودانية، مشدداً على أهمية عدم تعليق الأخطاء على شماعة.
وكانت مدينة الجنينية قد شهدت اشتباكات قوية، اندلعت إثر خلافٍ بين رجلين، قبل أن يتطور إلى صدام مسلح بين عشائر المنطقة، الأمر الذي أدى إلى إصدار قرار بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، جاء خلال اجتماعٍ عقده رئيس الحكومة الانتقالية “عبد الله حمدوك”، ونائب رئيس المجلس “محمد حمدان دقلو” بالقصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.