أطلق المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب قلب تونس، نبيل القروي، دعوات للتيارات الوسطية السياسية التي ينتمي لها حزبه، مطالباً إياها بتغليب المصلحة الوطنية والتعقل ونسيان “العراك” والطموحات الشخصية والأنانية!.
مصلحة تونس
واعتبر القروي في تصريحات خاصة لإذاعة “موزاييك” أن لقاءه الأخير مع يوسف الشاهد، رئيس الحكومة المؤقتة جاء في ذلك المساق، حيث تجاوز القروي العداوة السابقة التي كان بينه وبين الشاهد لمصلحة تونس وفقاً لتصريحاته.
واعتبر “القروي” أن العداوات السابقة هي التي أودت للوضع الحالي، مؤكداً على ضرورة التوحد لخلق قوة توازن حركة النهضة؛ التي تسعى إلى التغول في تونس، لأنها تأكدت من ضعف الأحزاب الوسطية ولعبت بين الأحزاب، وفقاً للقروي.
اعتراض واستنكار
كما واعترض القروي على تصريحات رئيس الحكومة المكلف “الحبيب الجملي ” بوجود أعضاء في الحكومة محسوبين على حزب قلب تونس وبموافقة الحزب حيث قال: نحن الحزب الثاني في البلاد والكتلة الثانية في البرلمان، وحسب تصريحه – أي الجملي- فقد أعطانا وزيراً وكاتب دولة وهذا غير معقول!.
وأكد القروي أن الحكومة المكلفة تحوم حولها الشبهات، وكان الأجدى أن يبحث عن حكومة وطنية لإنقاذ البلاد تحظى بقدر أكبر من التوافق.
حكومة نهضوية
يذكر أن القروي اجتمع برئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بقصر الضيافة في قرطاج، ليصرح بعدها بتحفظ حزبه على تركيبة الحكومة الجديدة التي وصفها بحكومة “الكفاءات النهضاوية” معتبراً أن الجملي تسرع في تشكيلها وإعلانها.
يوم حاسم
يعتبر اليوم الخميس حاسماً في موقف حزب “قلب تونس” من حكومة الجملي، إذ سينعقد المجلس الوطني للحزب لتحديد موقفه النهائي من الحكومة، حيث يبدو أن “قلب تونس ” في مرحلة مراجعة التفاهمات المسبقة مع حركة النهضة مع تهديد صريح بإسقاط حكومة “الجملي” في تصويت البرلمان غداً الجمعة!.
اقرأ أيضاً
خلافات عميقة
ترى مصادر حزبية تونسية في تصريحات لوكالات إخبارية، أن القروي شديد الامتعاض من حركة النهضة، بعد أن صوّت حزبه للغنوشي لرئاسة البرلمان، فانقلبت النهضة عليه بعد ذلك واستبعدته من مشاورات تشكيل الحكومة لتلجأ للتيار الديمقراطي وحركة الشعب، قبل أن تعود مجدداً!.
ولعل هذا ما يفسر كلمة القروي اليوم أن النهضة تريد كل شيء وهو الأمر المرفوض، حيث لا تمثل النهضة سوى 25% من البرلمان لكنها تريد رئاسيتي البرلمان والحكومة و80% من أعضاء التشكيلة الوزارية!.
توحيد مواقف
أعلن القروي عن وجود توافق جديد وتماشي في الأفكار بعد اللقاء بيوسف الشاهد حيث سيتم طرح مشروع “عمل مشترك” وليس حزب مشترك لأجل المصلحة العامة لخلق توازن مع النهضة.
من جهته اعتبر “وليد جلاد” النائب عن حزب تحيا تونس في حوار تلفزيوني، أن لقاء القروي والشاهد خطوة أولى لحقتها خطوات أخرى لتوحيد المواقف إزاء حكومة الجملي”.
وأكد النائب “جلاد” على وجود اتفاق على عدم التصويت لحكومة الجملي وستعمل الكتلتان (تحيا تونس -قلب تونس) على التنسيق بينهما لرفض منح الثقة، لمنع فرض الأمر الواقع على الشعب.
تشكيلة الجملي في مهب الريح
لو تحقق الموقف المشترك الذي جمع الشاهد والقروي فإن حكومة الجملي لن تستطيع الصمود في تصويت الغد لنيل الثقة!.
وعلق القيادي في النهضة “العجمي الوريمي” على تلك التطورات السريعة بأن على الكتل والأحزاب التونسية تحمل مسؤولياتها الوطنية أمام هذه الظروف التي تمر بها البلاد محليا وإقليمياً.
وتحول حزب القروي فيما يبدو لحزب حاسم في مصير الحكومة ونجاحها من عدمها بعد لقاءات بين القروي وكل من رئيسي الحكومة المؤقت “يوسف الشاهد ” والرئيس المكلف “الحبيب الجملي” ليوازن ويطرح شروطه على الطرفين خصوصاً بعد نفي النهضة في الأمس، قيامها بأي وساطة بين القروي والشاهد واللقاء الذي جمع بينهما!.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.