تتجه الأحزاب التونسية إلى تشكيل “حكومة انقاذ وطني” في البلاد، وذلك كخطوة جديدة بعد فشل حكومة “الحبيب الجملي” المرشح من قبل حركة النهضة التابعة للإخوان المسلمين في نيل ثقة البرلمان التونسي.
ووفق مراسل مرصد “مينا” في تونس، فإن دعوة الأحزاب التونسية لتشكيل حكومة انقاذ وطني، تعني الانتقال إلى حكومة جديدة يقوم رئيس الجمهورية “قيس سعيد” من خلال هذه الخطو بإقتراح شخصية جديدة بتشكيلها، خلال مدة لا تتجاوز العشرة أيام فقط
مراسلنا، نقل عن بعض المحللين الضالعين بالشأن السياسي التونسي، فإن رئيس الجمهورية سيقوم خلال الأيام القليلة القادمة باستشارة مختلف الأحزاب التونسية وكذلك الكتل البرلمانية، وفق ما ينص عليه الدستور التونسي بحسب المادة 89 منه.
وشهد تونس خلال اليومين الماضيين، مرحلة مصيرية، بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية و كذلك بعد يوم طويل من النقاشات فشلت حكومة الحبيب الجملي بنيل ثقة البرلمان التونسي؛ إذ صوّت 72 نائباً لصالح منح الثقة للحكومة، فيما صوّت 134 ضد منحها إياها، وامتنع ثلاثة نوّاب عن التصويت.
وحصل الجملي على دعم “حركة النهضة” الإسلامية و”ائتلاف الكرامة” اليميني المحافظ، بينما صوتت أغلب الأحزاب ومن بينها “قلب تونس” الليبرالي و”تحيا تونس” برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد و”حركة الشعب” و”التيار الديمقراطي” و”الحزب الدستوري الحر” و”كتلة الإصلاح” ضد حكومته المقترحة.
من جانبه، كتب عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري، عبر حسابه في معرف فيسبوك: “سقطت حكومة الجملي ومعها سقطت سطوة حركة النهضة. البديل لن يكون بخلط الأوراق والارتماء في أحضان الفساد. تونس أفضل ممكنة”
من جانبه، دعا حزب قلب تونس إلى تشكيل حكومة “إنقاذ وطني تستجيب لانتظارات التّونسيين دون إقصاء، حكومة تُغلّب المصلحة الوطنيّة وتعتمد برنامجاً محدّداً ينهض بالاقتصاد الوطني لمحاربة الفقر والتهميش الفئوي والجهوي ويحقق العدالة الاجتماعية”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، طالب الحزب الدستوري الحر المعارض بسحب الثقة من رئيس البرلمان الحالي، زعيم حركة النهضة “راشد الغنوشي”، واصفاً تلك الخطوة بـ “تصحيح للمسارات الخاطئة والقطع مع الإسلام السياسي”، لافتاً في الوقت ذاته، إلى نوابه في البرلمان بدأوا فعلياً بخطوة جمع 73 صوتا نياباً، لتمرير عريضة مطالبة بإسقاط الغنوشي، التي تتطلب بدورها موافقة 109 نواب، حتى تتحول إلى أمر واقع.
النائب في البرلمان التونسي عن الحزب الديمقراطي الحر، “كريم كريفة” أشار إلى أن حزبه لديه قناعة تامة بأن الحركة التي تحكم تونس منذ تسع سنوات، لن تنجح في قيادة البلاد، مضيفاً: “منذ ظهور نتائج الانتخابات كنا مقتنعين بأن النهضة لن تنجح طالما أنها بنفس البرامج والأفكار، قدموا رئيس حكومة على أنه مستقل وهو ليس كذلك”.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب ا”، عن النائب تأكيده أن سياسات الحكم التي تتبعها الحركة المقربة من تنظيم الإخوان المسلمين باتت خطراً على البلاد، لا سيما وأنها تختزل إدارة تونس بما أسماه سياسة أغلبية 109 من أصوات البرلمان، التي تمتح الثقة للحكومة.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.