أفادت مصادر محلية عراقية، بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين السلميين، خلال المظاهرات، التي شهدتها محافظة البصرة جنوب العراق، وذلك وسط سلسلة من التطورات السياسية، التي كان أبرزها اتهام الرئيس العراقي “برهم صالح” جهات وصفها بالخارجة عن القانون، بقتل مئات العراقيين، وذلك في وقتٍ، لوحت في الإدراة الأمريكية بفرض عقوبات على بغداد.
أما في تفاصيل التطورات على الأرض العراقية، فقد قتل متظاهر على الأقل وجرح سبعة آخرين، في مدينة البصرة، وذلك جراء إطلاق ميليشيات موالية لإيران النار عليهم، في محاولة لفض المظاهرة، وفقاً لما أعلنه مركز جرائم الحرب في العراق.
وتزامن ذلك، مع تصاعد التوتر في مدينة البصرة جراء تصاعد عمليات الاغتيال بحق ناشطي الثورة العراقية، والتي كانت آخرهم، الناشطة “جنات ماذي”، التي قضت بهجوم شنه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة رباعية الدفع، بحسب ما كشفه مصدر في الشرطة العراقية، لوكالة فرانس برس.
إلى جانب ذلك، عبر المتظاهرون عن غضبهم ورفضهم، لتقاعس الطبقة السياسية الحاكمة، عن تحقيق مطالبهم المتمثلة بتشكيل حكومة كفاءات مصغرة، تقود مرحلة انتقالية تمهد الطريق أمام انتخابات ودستور جديدين في البلاد، إلى جانب الحد من النفوذ الإيراني وفوضى السلاح، بالإضافة إلى محاربة الفساد، وإجراء إصلاحات اقتصادية وتحسين ظروف المعيشة.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن المحتجين حاولوا اقتحام أحد مقار ميليشيات تنظيم فيلق بدر، المدعوم من إيران، في البصرة، محميلنه مسؤولية ما تشهده المحافظة من عنف عمليات قتل واستهداف للمتظاهرين، الذين وجهوا نداء استغاثة إلى شيوخ عشائر البصرة لحمايتهم من بطش الميليشيات المسلحة، بالتزامن مع تصعيد المحتجين لحراكهم الشعبي في المحافظة الجنوبية.
ويأتي تصاعد الاحتجاجات بعد ساعات من إعلان مفوضية حقوق الإنسان في العراق، عن مقتل 10 متظاهرين خلال 48 ساعة، وأن قوات الأمن اعتقلت حوالي 88 محتجاً.
على المستوى السياسي، اتهم الرئيس “برهم صالح” جهات وصفها بـ “الخارجة عن القانون، مسؤولية قتل 600 متظاهر عراقي، معتبراً في تصريحاتٍ صحافية، أن الانتخابات التشريعية المبكرة هي الحل الأفضل لإنهاء ما تشهده البلاد.
من جهته، ألمح الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خلال لقائه بنظيره العراقي، إلى احتمالية أن تلجأ بلاده لفرض عقوبات على العراق، مضيفاً: “واشنطن وبغداد بينهما علاقة جيدة للغاية، والبلدين كانت أمامهما مجموعة صعبة للغاية من الأمور لمناقشتها”.
وأوضح “ترامب”: “سنرى ما يحدث لأن علينا القيام بالأشياء بشروطنا، نحن أيضا مشتركون معهم في أعمالهم بشأن النفط، وسيكون هذا دائماً مهماً من منظورهم ومنظورنا، لذا لدينا الكثير من الأمور الإيجابية للحديث عنها”، مؤكداً في الوقت ذاته، دعم بلاده لاستقرار العراق، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ السيادة الوطنية.
وبالتزامن مع الحديث عن اعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق، ومطالبة التيارات السياسية العراقية، الموالية لإيران، بسحب القوات الأمريكية، أشار محببون سياسيون عراقيون، إلى أن السنة في العراق هم الطرف الخاسر الأكبر، من خروج الجنود الأمريكان، حيث أشار المحلل السياسي “هشام الهاشمي” إلى أن مخاوف السنة اليوم تندرج في إطار “عدم ثقتهم بالشريك السياسي الشيعي الذي يميل إلى تلبية أجندة إيران في العراق على حساب مصالح باقي المكونات وحتى على حساب المعارض العربي الشيعي”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.