أنهى الرئيس التونسي قيس سعيد زيارة رسمية للجمهورية الجزائرية، في أول زيارة رسمية لـ ” سعيد ” منذ تسلمه الرئاسة، حيث عقد الرئيس التونسي لقاءات مع كبار المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس عبد المجيد تبون.
وكانت الرئاسة الجزائرية قد أصدرت بياناً أكدت فيه أن الرئيسين “سيجريان محادثات حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما سيتطرقان إلى الوضع الدولي والإقليمي، وخاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة”.
وكان الرئيس التونسي، قد أوضح في مقابلة تلفزيونية بثها التلفزيون الجزائري يوم الخميس الماضي، أن سبب تأخير زيارته للجزائر إلى انتظار نهاية المسار الانتخابي في البلد الجار، وقال سعيد: “كانت هناك انتخابات في الجزائر، ثم جاءت مسألة تشكيل الحكومة في تونس منذ 15 تشرين الأول الى الآن”، وأضاف بخصوص المحادثات المنتظرة حول ليبيا أن “الجزائر وطننا الشقيق . . . لنا نفس المقاربة مع الجزائر ضد أي تدخل دول أجنبية”.
وتأتي الزيارة الرسمية بعد أسبوع من احتضان الجزائر لاجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا، كما ستشمل المحادثات مجالات التجارة بين البلدين والطاقة والسياحة، بحسب بيان الرئاسة التونسية.
من جانبه، أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إيداع مبلغ 150 مليون دولار أمريكي بالبنك المركزي التونسي، كضمان، وذلك في إطار مزيد تعزيز علاقات الأخوة والتضامن بين البلدين الشقيقين، من جانب آخر، كما عبّر الرئيسان عن ارتياحهما للمستوى المتميز للعلاقات الثنائية. وأكدا العزم على تطوير هذه العلاقات، وفق مقاربة جديدة بناء على طموحات الشعب الواحد في تونس والجزائر، تقوم على وضع شراكة للتشاور والتنسيق الاستراتيجي بين الجانبين.
وأكد الرئيسان على أهمية بناء المغرب العربي الكبير ودفع العمل المغاربي المشترك في اتجاه تحقيق تطلعات شعوب المنطقة، كما وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون، وجود اتفاق تام ومطلق على كل المستويات، مع تونس، بالنسبة للأمور الدولية. وفي الكلمة التي ألقاها عقب لقاءه مع الرئيس التونسي، قيس سعيد، قال ” اتفقنا على أن يكون الحل في ليبيا داخلي، وابعاد ليبيا عن كل ما هو أجنبي ومنع تدفق السلاح”.
وأضاف ” ستكون تونس والجزائر هي بداية الحل، في لقاءها مع كل الليبيين إما في تونس أو الجزائر، حتى تبدأ ليبيا مرحلة جديدة لبناء مؤسسات جديدة، عبر انتخابات، بشرط يقبل اقتراحنا من طرف صناع القرار في ليبيا “، وعبر الرئيسان عن رفضهما صفقة القرن، مؤكدا أن الدولتين تطالب وتؤكد على ما تقرر سابقا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جهته، جدد رئيس الجمهورية التونسي، قيس سعيد، التهاني، لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمناسبة فوزه في الرئاسيات، وأكد في الكلمة التي ألقاها عقب لقاءه مع رئيس الجمهورية، على تفاهم تام وتطابق في وجهات النظر، ومقاربة كل القضايا التي تم تناولها.
وأضاف “إني على يقين أننا سننطلق بنفس القوة والارادة في تحقيق آمال شعبنا في الجزائر وتونس”. ودعا الرئيس التونسي الى استشراف أدوات جديدة في العمل المشترك، والبحث في سبل تعاون أعمق، حتى تتحقق آمال الشعبين، وقال “نحن شعب واحد تاريخنا واحد ومستقبلنا واحد، وجسد واحد بل بنيان مرصوص”.
وفي الختام، وعد رئيس الجمهورية الجزائري، عبد المجيد تبون، القيام بزيارة الى دولة تونس الشقيقة، على رأس وفد وزاري هام، عقب تشكيل حكومتها، وأكد الرئيس تبون، في الكلمة التي ألقاها عقب اللقاء المغلق الذي جمعه بالرئيس التونسي، قيس سعيد أنه سيتم الانطلاق في تجسيد ما اتفق عليه البلدين، عقب تشكيل الحكومة التونسية، وأوضح أن الطرفان اتفقا أيضا على تعزيز مكافحة الارهاب وحماية حدود البلدين، مؤكدا أن أمن واستقرار تونس، هو من واستقرار الجزائر.