اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” أن احتمال انهيار العراق خلال الفترة القادمة، بات قائماً وبشدة، لافتاً إلى أهمية وقف التدخلات الأجنبية بالشؤون الداخلية للبلاد، التي تعاني واحدة من أسوء أزماتها منذ سقوط النظام السابق، عام 2003.
واتهم الأمين العام، الميليشيات العراقية الموالية لإيران، بارتكاب أسوأ الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، في قمعها للمتظاهرين السلميين، معتبراً أن الموقع الجغرافي للعراق يجعله حساساً للغاية إقليمياً ودولياً.
كما اعتبر “غوتيريش” أن أي انهيار في العراق سيحمل نتائج كارثية على المنطقة ككل، مضيفاً: “العراق من أولويات عملنا العملي والدبلوماسي، نعلم أن الخلافات عميقة واحتمالات انهيار البلاد كبيرة جداً ومن المهم جداً منع ذلك».
تزامناً مع حديث الأمين العام للأمم المتحدة، تواصلت عمليات التظاهر في الشارع العراقي، رفضاً لتكليف “محمد علاوي” برئاسة الحكومة العراقية القادمة، مطالبينه بالاستقالة والاعتذار عن قبول التكليف، وذلك في وقتٍ واصلت بعض الجهات المحسوبة على الميليشيات العراقية الموالية لإيران، اعتداءاتها على المتظاهرين، حيث كشف مصدر أمني عراقي تعرض خيام المعتصمين في محافظة ذي قار و3 خيام أخرى وسط العاصمة بغداد، للحرق على يد أطراف وصفها بالمجهولة.
إلى جانب ذلك، اتهم ناشطون عراقيون أنصار التيار الصدري من من يسمون أنفسهم بـ “أصحاب القبعات الزرقاء”، بمواصلة الهجوم على المتظاهرات في الساحات والأماكن العامة، لا سيما في مدينة النجف، وذلك بعد دعوة زعيم التيار “مقتدى الصدر” لهم بمساعدة قوات الأمن العراقية بفض الاعتصامات، ما دفع المتظاهرين لإطلاق حملة “أصحاب القبعات الحمراء” على مواقع التواصل الاجتماعي، تنديداً باعتداءات التيار الصدري عليهم.
وعلى الرغم من تلك الاعتداءات، أعلن اتحاد طلبة العراق عن مظاهرات مليونية في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب، متعهداً بمواصلة الاحتجاجات حتى تلبية مطالبة الحراك بشكلٍ كامل.
من جهتها، وجهت الهيئة الوطنية للعدالة ومحاسبة الفاسدين، رسالةً إلى زعيم التيار الصدري، حملته فيها المسؤولية القانونية المباشرة عن اي اعتداء يقع على المتظاهرين السلميين، لا سيما بعد التعليمات التي أصدرها بتفريق التظاهرات والأعتصامات والتحريض بالأعتداء عليهم تحت باب مساندة القوات الأمنية لمواجهة المندسين بين المتظاهرين في ساحات الأعتصام .
ولفتت الهيئة إلى أنها وثقت أعتداءات بالقوة وأستخدام السلاح الأبيض من قبل “ذوي القبعات الزرق” بحق المتظاهرين والمعتصمين السلميين في ساحات التحرير في بغداد والصدرين في النجف الأشرف وفي بابل وكربلاء وساحات الأعتصام الأخرى.