تواصلت عمليات التظاهر في الشارع العراقي، رفضاً لتكليف “محمد علاوي” برئاسة الحكومة العراقية القادمة، مطالبة إياه بالاستقالة والاعتذار عن قبول التكليف، وذلك في وقتٍ واصلت بعض الجهات المحسوبة على الميليشيات العراقية الموالية لإيران، اعتداءاتها على المتظاهرين، حيث كشف مصدر أمني عراقي تعرض خيام المعتصمين في محافظة ذي قار و3 خيام أخرى وسط العاصمة بغداد، للحرق على يد أطراف وصفها بالمجهولة.
إلى جانب ذلك، اتهم ناشطون عراقيون أنصار التيار الصدري من يسمون أنفسهم بـ “أصحاب القبعات الزرقاء”، بمواصلة الهجوم على المتظاهرات في الساحات والأماكن العامة، لا سيما في مدينة النجف، وذلك بعد دعوة زعيم التيار “مقتدى الصدر” لهم بمساعدة قوات الأمن العراقية بفض الاعتصامات، ما دفع المتظاهرين لإطلاق حملة “أصحاب القبعات الحمراء” على مواقع التواصل الاجتماعي، تنديداً باعتداءات التيار الصدري عليهم.
ويبدو أن التنديد العراقي بخباثة تصرفات مقتدى الصدر وتحركاته التي تنسجها إيران من بعيد، تجاوزت رد فعل الشارع لتصل للعائلة نفسها، عائلة الصدر المصنفة من أقدم العائلات الشيعية العربية بين المرجعيات الدينية والتي يتزعم شقها السياسي مقتدى الصدر نفسه.
ومع اعلان الصدر التأييد السريع لاختيار علاوي رئيساً للوزراء، حاول عبر قبعاته الزرقاء إرهاب الجماهير واجبارها القبول بالشخصية الأخيرة وفقاً لما يراه كثير من متابعي الشأن العراقي، ووسط خطط الصدر تلك قام السفير العراقي في لندن ” جعفر الصدر ” الإبن الوحيد للمرجع الشيعي ” محمد باقر الصدر ” مؤسس حزب الدعوة وابن عم مقتدى الصدر، قام بالتغريد في تويتر منتقداً القبعات الزرقاء مؤيداً للدولة وقبعاتها فقط.
واستمر الجدل بعد تلك التغريدة، بين نفي واثبات حول صحة الحساب في تويتر وصحة تغريدة ” جعفر الصدر” مع انشاء حساب ثانٍ بذات الاسم ينفي التغريد ضد القبعات الزرقاء، ليعود الحساب ويختفي مما زاد حالة الالتباس لدى المواقع الإعلامية والصحفية.
إلا أن مصدر مقرب من السفير العراقي في لندن جعفر الصدر، قال أمس الثلاثاء، إن مجهولين افتتحوا حسابا مزيفا يحمل اسمه في موقع تويتر، ونشروا نفيا مزورا فيه.
وأفاد المصدر في حديث لوكالة “ناس”، يوم 4 شباط 2020، إن ” مجهولين افتتحوا حسابا مزيفا على توتير باسم جعفر الصدر، ونشروا فيه نفيا مزورا “.
وأوضح، أن ” الصدر، لم يفتتح أي حساب جديد على تويتر، وحسابه القديم معروف، ويحظى بمتابعة شخصيات دينية وسياسية معروفة، مثل القيادي البارز في التيار الصدري أحمد الصدر”.
وحظيت تغريدة السفير الصدر، باهتمام واسع من قبل المتابعين في الأوساط السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما اعتبرها مراقبون دلالة على خلافات داخل عائلة الصدر بشأن الموقف من التظاهرات والجدل المحيط بدور القبعات الزرق فيها.
وقال المصدر المقرب من جعفر الصدر، إن السفير العراقي في لندن فوجئ بإنشاء حساب جديد باسمه ونشر النفي فيه، مؤكدا أن الحساب الجديد أغلق بعد الإبلاغ عن أنه مزور.
لكن المصدر في حديثه مع وكالة ” ناس ” رفض التعليق على موقف جعفر الصدر من قضية القبعات الزرق، أو ما إذا كانت هناك خلافات فعلا بشأنها مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، برغم المؤشرات العديدة التي تدعم هذا الاتجاه.
ومحمد جعفر الصدر هو الإبن الوحيد للمرجع الديني محمد باقر الصدر، الذي أسس حزب الدعوة الإسلامي في العام 1957، وابن عم زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر”، ولد في مدينة النجف 1970.. متزوج ولديه أربع بنات وولدين، حاصل على شهادة الماجستير في علم اجتماع المعرفة، الجامعة اللبنانية، دبلوم عالي في علم الاجتماع الجامعة اللبنانية.. الشهادة الجامعية في القانون والفقه المقارن، الجامعة الاسلامية لندن.. الدراسات الدينية في النجف و “قم”.. ويجيد اللغات العربي الانكليزي والفارسي. وكان عضو برلمان عام 2010 ويشغل حالياً منصب سفير العراق في بريطانيا.