توعد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” دمشق، وذلك على خلفية هجوم شنه جيش الأسد على النقاط التركية العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو” شمالي سوريا، كما هددت أنقرة قوات الأسد التي تقضم المزيد من الأراضي الخارجة عن سيطرتها، في حين انسحبت الأخيرة من بلدة النيرب بعد أن أسقطت المضادات الأرضية في تلك البلدة طائرة هلوكوبتر طاقمها سوري كان يقصف المدنيين، وأكدت مصادر محلية بأن أفراد الطاقم كلهم قتلوا.
وصباح اليوم الثلاثاء قالت السلطات في الولايات المتحدة، إن هجمات الجيش السوري على القوات التركية في منطقة إدلب تتجاوز كل الحدود، مؤكدة دعمها لتركيا، حليفتها في الناتو.
حيث صرحت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الناتو “كاي بيلي هاتشسون” للصحفيين بخصوص تقدم جيش الأسد المدعوم روسياً وإيرانياً في إدلب: “لسنا موافقين على كل الإجراءات التي تتخذها تركيا في سوريا، لكننا نعتقد أن هذه الهجمات من قبل سوريا المدعومة من روسيا تتجاوز كل الحدود”، وبهذا تكون واشنطن أوضحت موقفها من التدخل التركي في الأراضي السورية، ومن تقدم الأسد في تلك المنطقة التي خرجت عن سيطرته من سنوات.
وتابعت “هاتشسون”: “نحن مصممون بكل حزم على دعم تركيا في هذا الوضع، وسنطلب من روسيا وقف الدعم للأسد لإيجاد إمكانية للمضي قدما نحو اتفاق سلام في سوريا”.
بينما حددت أنقرة يوم الأربعاء المقبل كموعد لإعلان إجرائتها الجديدة التي تحد من تقدم جيش الأسد شمالي سوريا، والتي تعتبرها تركيا خط الدفاع الأول عنها، ودخلتها قواتها العسكرية بناء على معاهدة أضنة الموقعة في نهاية القرن الماضي، إثر إيواء الأسد الأب لزعيم الأكراد حينها “عبد الله أوجلان”.
وفي كلمة أمام أنصاره، قال الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان”؛ إن الحكومة السورية “ستدفع ثمنا باهظا” نتيجة الهجوم على الجنود الأتراك والذي أسفر عن مقتل 5 منهم وإصابة آخرين.
وأضاف “أردوغان”: “سيدفعون – أي النظام السوري- ثمنا باهظا كلما اعتدوا على جنودنا الأتراك .. قمنا بالرد على الجانب السوري بأقصى درجة وكبدناهم خسائر ولكن هذا لا يكفي . . . سنعلن غدا الخطوات التي سنتخذها في إدلب”.
تصريحات أردوغان تأتي في سياق التصعيد الحاصل في إدلب في الشمال السوري، والذي يرجع في سببه المباشر إلى خلافات تركية روسية الدولتان الأساسيتان في الملف السوري ميدانياً وسياسياً، وتعود أسباب الخلاف في تحديد وزن دور كل منهما في الملف الليبي والسوري على حد سواء.
وأعلنت أمس الاثنين وزارة الدفاع التركية أعلنت مقتل 5 جنود أتراك بهجوم لجيش الأسد، على موقع للمراقبة في تفتناز بشمال سوريا، مضيفة أن القوات التركية ردت على الهجوم، حيث تعلم دمشق جيداً موقع النقاط التركية التي نشرتها أنقرة بالاتفاق مع موسكو المحرك الأساسي لدمشق.
وفي بيان رسمي قالت وزارة الدفاع التركية اليوم الثلاثاء، إن القوات الحكومية السورية غادرت بلدة النيرب، فيما تم إسقاط طائرة مروحية تابعة للجيش السوري في البلدة.
وقالت الوزارة إن طائرة الهليكوبتر أُسقطت في المنطقة مع بدء هجوم لمقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة.
وقال مسؤولون أتراك في الجيش التركي، إن قوات المعارضة المدعومة من أنقرة ستتمكن استعادة السيطرة على الأراضي التي خسروها في الأيام القليلة الماضية في محيط مدينة سراقب شرقي مدينة إدلب بعد أن بدأوا هجوماً كبيراً.
وكانت دمشق قد أحرزت تقدماً كبيراً نهاية كانون الثاني الماضي، وبداية شباط الحالي شمالي سوريا، حيث سيطرت قواتها على بلدات هامة وعديدة في آخر معقل للمعارضة السورية في الشمال، مثل مدينة معرة النعمان وسراقب.