في خطوة تكمل تغير توجهاته العمليّة وتغيير مقاربته في التعامل مع الجماهير العراقية الغاضبة، أعلن الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر عن حلّه لمجموعة القبعات الزرقاء سيئة الصيت لدى عموم المحتجين العراقيين بعد التهم التي أشارت لضلوعها بمهاجمة متظاهرين بمدن النجف والحلّة جنوبي العاصمة بغداد.. مما تسبب مقتل عدد من المتظاهرين.
وكتب الصدر في تغريدة نشرها اليوم الثلاثاء، على حسابه في تويتر: ” أعلن حل القبعات الزرق ولا أرضى بتواجد التيار بعنوانه في المظاهرات إلا إذا اندمج وصار منهم وبهم بدون التصريح بانتمائهم”.
ويأتي قرار الصدر الأخير، بعد أن أعلن سابقًا عن سحب تلك المجموعات، وترك القوات الأمنية تتولى مسؤولية حماية المظاهرات وتأمين خيم الاحتجاج.
وشكّل تذبذب موقف الصدر وأنصاره نقطة فارقة في مسيرة الاحتجاجات العراقية، إذ شاركت مجموعة القبعات الزرق وبقية أنصار التيار الصدري في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، لكن النقطة المحورية التي شكلت منعطفًا في تحرك الصدر وأنصاره في الشارع العراقي، كانت مع اعلان تكليف ” العلاوي ” برئاسة الحكومة العراقية ليغير الصدر وأنصاره موقفهم بعكس رغبة الشارع ويعلن تأييد تكليف العلاوي، بل ويواجه المحتجين ويعلن عن استخدام القوة لفرض العلاوي وحكومته؛ ليعود الصدر بعدها ويهدد حكومة العلاوي بالإفشال إذا ما اختارت في أوساطها حزبيين أو منتسبين للتيارات السياسية وبالأخص الحشد الشعبي في مسايرة ظاهرة للضغط الشعبي وكرسالة لها أبعادها الخاصة.
وكان الصدر فد أعلن في الرابع من شباط / فبراير أن مهام ما يعرف بـ ” القبعات الزرق” تتمثل في “تأمين المدارس والدوائر الخدمية سلميا، وليس من واجبها الدفاع عني ( أي الصدر) وقمع الأصوات التي تهتف ضدي”، وتابع: “إخوتي (القبعات الزرق) كما وإن واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن وحماية الثوار، وحينئذ ينتهي دوركم”.
واليوم، أعلن الصدر في بيان نشره على حسابه في موقع “تويتر”، حل “القبعات الزرق”، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور التي “لا بد من ذكرها للشعب”، حيث أضاف الصدر في بيانه ” أولا: إننا نسمع بضغوطات حزبية وطائفية لتشكيل الحكومة المؤقتة، هذا يعني ازدياد عدم قناعتنا بها، بل قد يؤدي إلى إعلان التبرؤ منها.. بعد أن اضطررنا للسكوت عنها. فإننا ما زلنا من المطالبين بالإصلاح”.
“ثانيا: حسب ما وصلني من الثقات.. إن الثورة بدأت تدريجيا بالعودة إلى مسارها الأول على الرغم من وجود خروقات من بعض المخربين ودعاة العنف.. وأملي بالثوار أنهم سيعملون على إقصاء هؤلاء بصورة تدريجية وسلمية”، واستطرد قائلا: “ومعه فإنني أعلن حل القبعات الزرق، ولا أرضى بتواجد التيار بعنوانه في المظاهرات إلا إذا دمج وصار منهم وبهم، دون التصريح بانتماءاتهم”.
أما النقطة الثالثة التي ذكرها الصدر فتقول: “كما استطاع بعض الثوار السلميين أن يزيل المخاوف ويتحلى بالشجاعة ويعلن البراءة من المخربين والمندسين.. فأنا أؤيد ذلك مطلقا، وأدعو القوات الأمنية لفرض الأمن من جهة وإبعاد المخربين، وحماية الثوار السلميين من أي جهة تعتدي عليهم، ولو كانوا ممن ينتمون لي ظلما وزورا”.
وحول الأحداث التي وقعت في النجف الأسبوع الماضي، علق البيان بالنقطة الرابعة: “: ما زلت أنتظر نتائج التحقيق في حادثة ساحة الصدرين في النجف، لأقوم بواجبي الشرعي والوطني إزاءهم”.