يبحث حلف شمال الأطلسي “الناتو” والذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، زيادة مهماته التدريبية في العراق، البلد الذي ارتفعت فيه مؤخراً دعوات برلمانية ارتقت إلى إقرار مشروع إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، وعلى إثره علّق الناتو عملياته في العراق ثم أعادها.
ويقوم “الناتو” والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، بمهمتين غير قتاليتين “للتدريب وتقديم الاستشارات”، بهدف تطوير قوات الأمن العراقية، لكن المهمتين علقتا بسبب مخاوف تتعلق بالاستقرار الإقليمي، بعد أن قتلت ضربة أمريكية بطائرة مسيرة، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، قرب مطار بغداد الدولي بداية العام الحالي.
وقد قال مسؤولون كبار ودبلوماسيون اليوم الثلاثاء، إن حلف شمال الأطلسي “الناتو” يبحث زيادة مهمة التدريب التي يقوم بها في العراق، وذلك من أجل تخفيف العبء عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”.
كما صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ينس ستولتنبرغ”، إن وزراء دفاع الحلف، ومعهم وزير الخارجية الأمريكي، سيبحثون خيارات لعمليات غير قتالية في الشرق الأوسط خلال اجتماع يبدأ الأربعاء في بروكسل ويستمر يومين.
وفي مؤتمر صحفي قال “ستولتنبرغ” لعشرات للصحفيين: “سنناقش ما يمكن أن يفعله حلف شمال الأطلسي”، مضيفاً أن الحلف سيسعى أولا لاستئناف التدريب بمباركة الحكومة العراقية”.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الحلف “كاي بيلي هتشيسون”، إن التحالف يسعى كذلك للحصول على مشورة عسكرية من “الناتو” والعراق بخصوص كيفية تعزيز المهمة، دون أن تذكر تفاصيل.
ويبلغ عدد أفراد البعثة التدريبية لحلف الأطلسي في العراق، والتي بدأت في بغداد في أكتوبر 2018، نحو 500 فرد، ينتشرون إلى جانب القوات العراقية أثناء عملياتها.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين قولهما، إن عدد مدربي الحلف في العراق قد يرتفع إلى ألفي مدرب، لكن ذلك لن يمثل زيادة من القوات الغربية في العراق بشكل خالص لأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيعيد تعيين مدربين.
وعارضت سابقاً فرنسا وألمانيا زيادة دور الحلف في الشرق الأوسط عندما طرح ترامب ذلك للمرة الأولى عام 2017 وذلك لقلقهما من وقوع الحلف في عملية نشر مكلفة أخرى على غرار الانتشار في أفغانستان أو المجازفة بمواجهة روسيا في سوريا.