لطالما شكل الخلاف حول تسمية الخليج العربي، مثار جدل في الأوساط السياسية والجغرافية الرسمية حول العالم.
وتعتمد إيران تسمية الخليج بالخليج ” الفارسي ” انطلاقاً من عقلية الهيمنة والفكر المتخلف الذي تتميز به العقلية السياسية الإيرانية، رغم امتداد العرب على ضفتي الخليج رسميّاً وشعبيّاً، والذي لم تستطع إيران إخفاءه رغم احتلالها الأحواز ” عرب ستان ” من عقود طويلة.
وتتقاسم ضفتي الخليج ثمانية دول، سبعة منها عربية اللسان والعرق والصفة الرسمية، في حين تعتبر إطلالة إيران على الخليج أراضٍ عربية محتلة كونها تتبع إقليم الأحواز العربي.
ويجدد الأمير السعودي ورجل الأعمال المشهور ” الوليد بن طلال ” مطالبته بتأكيد تلك الحقائق عبر تغيير إسم المنظمة الإقليمية الأبرز في الخليج، منظمة دول مجلس التعاون، ليحول إسمها من منظمة ” مجلس التعاون لدول الخليج العربية ” إلى اسم جديد ” مجلس التعاون لدول الخليج العربي “، بحذف التاء المربوطة من التسمية ليتم تحديد هوية المنطقة البحرية الأبرز والأهم عالمياً.
وقال الأمير الوليد في تدوينة عبر تويتر: “في هذه التغريدة من 32 شهراً طالبت بحذف حرف (ة) من اسم مجلس التعاون لدول الخليج العربي (ة) بحيث يصير: مجلس التعاون لدول الخليج العربي (وليس العربية)! وما زلت عند رأيي 100%. الفرس تاريخياً، لا يعرفون إلا لغة القوة”
وكانت تغريدة الأمير الوليد القديمة تتضمن مطالبة واضحة بحذف التاء المربوطة فقال: ” أقترح حذف حرف واحد فقط من اسم: مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. ليكون: مجلس التعاون لدول الخليج العربي “.
ويسكن العرب على معظم ضفاف الخليج العربي سواء في القسم الغربي أو الجنوبي في سلطنة عُمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت وفي القسم الشمالي في العراق وفي معظم سواحل إيران المطلة على الخليج العربي ففي شمال الخليج العربي يسكن العرب في العديد من مدن عربستان أهمها الأحواز والمحمرة. وفي إقليم بوشهر الواقع في الشمال الشرقي من الخليج العربي، في مدن مثل بوشهر وعسلوية وبندر كنغان. وفي إقليم هرمزغان في شرق الخليج العربي يشكل العرب غالبية سكان جزيرة قشم بالإضافة إلى وجود العرب في بندر لنجة وفي مدينة بندر عباس مركز هذا الإقليم .
وفي العهد الملكي، شعرت إيران بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي بأنّها ستستفيد من توثيق تحالفها مع إسرائيل المنتصرة في الحرب، وأنها – أي إيران – ستهيمن على بلدان الخليج العربية من وجهة نظر بهلوي. فشدّد الشاه على فارسية الخليج، وصار هناك عيد وطني للخليج الفارسي، استمرّ بعد ثورة الخميني.
هذا واعتمدت، العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية)، منذ النصف الثاني من القرن العشرين استخدام التعبير العلمي التاريخي الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي الفارسي». وقامت الجمعية الوطنية للجغرافيا التي تصدر مجلة «الجمعية الجغرافية الوطنية»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفر) استعمال تعبير “الخليج” (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي.