أعلنت وسائل إعلامية مصرية، وفاة الرئيس المصري الأسبق، “محمد حسني مبارك”، ظهر اليوم – الثلاثاء، وذلك بعد أن نقل قبل أيام إلى المستشفى نتيجة وعكة صحية ألمت به.
وأشار موقع “اليوم السابع”، إلى أن مقربين من نجل الرئيس، “علاء مبارك” بدأوا بنشر التعازي على صفحات التواصل الاجتماعي، فيما لا تزال أسرة الرئيس ملتزمةً الصمت، ولم تصدر أي بيان رسمي حتى الآن بشأن الوفاة.
ولفت الموقع المصري، إلى أن صحة الرئيس الأسبق، البالغ من العمر 92 عاماً، قد تدهورت صباح اليوم، ما استدعى نقله إلى العناية المركزة.
وكان “علاء مبارك”، قد نشر قبل أيام، تغريدة على تويتر كشف فيها عن والده، يتواجد داخل غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، نتيجة إصابته بوعكة صحية، مضيفاً: “دعائي الآن أن يشفي المولى عز وجل والدي ويقوم لنا بالسلامة ويرجع بيته يارب”.
وينحدر “مبارك” من مدينة كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية، حيث ولد عام 1928، وتسلم رئاسة الجمهورية المصرية لمدة ثلاثين عاماً، قبل أن تدفعه ثورة يناير إلى الاستقالة من منصبه عام 2011، بعد 18 يوماً من التظاهرات المستمرة في شتى أنحاء البلاد، وتحديداً ميدان التحرير، في العاصمة القاهرة.
وبدأ “مبارك” رحلته مع الولايات الرئاسية، التي تعتبر الأطول في تاريخ مصر منذ عام 1952 الذي أنهت فيه الحكم الملكي، مع اغتيال سلفه “أنور السادات”، خلال عرض عسكري في السادس من تشرين الأول عام 1981، ليعين على إثرها “مبارك” رئيساً للجمهورية.
كما تولى “مبارك” رئاسة الجمهورية عدة ولايات رئاسية هي أعوام 1987، و1993 و1999، وهي الانتخابات التي خاضها مبارك كمرشح وحيد للرئاسة، قبل أن يطرح تعديل دستوري عام 2005، سمح بوجود أكثر من مرشح للرئاسة، إلا أن “مبارك” تمكن من البقاء بالرئاسة على الرغم من وجود منافسين حيث أعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.
على المستوى العسكري، شغل “مبارك” عدة مناصب في الجيش المصري، قبل تولي مصب الرئيس، من بينها، قائداً لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة، وفي عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد قيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة حزيران، ثم عين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائداً للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.
وفي عام 1973 رقي “مبارك” إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق “أنور السادات” نائبا له في عام 1975، وهو المنصب الذي بقي فيه إلى حين استلامه رئاسة الجمهورية.
وكان “لمبارك” دوراً أساسياً في المفاوضات مع إسرائيل والتي انتهت بالتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي انقسمت حولها الآراء في الشارع المصري حيث اعتبرتها عدة قوى معارضة ولا سيما الإسلامية بمثابة تنازل لإسرائيل.
وخلال فترة حكمه، التزم باتفاقية السلام متحدياً القوى المعارضة لها، وفي حين لقيت سياسته الخارجية ترحيبا وإشادة من الغرب، خلقت له خصوماً في الداخل وفي العالم العربي، وقد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، كما واجهت سياساته مصاعب كثيرة، فعلى الصعيد الداخلي لم يتمكن من حل معضلات عويصة مثل البيروقراطية الواسعة الانتشار والبطالة العالية والتضخم المتفاقم والنمو السكاني السريع.