لبنان قبل أن يستكمل غرقه، ما زال أمامه بعض من خشبة نجاة، وخشبة النجاة هذه تعتمد على أن يقول حزب الله: لبنان اولاً.
إذا ما قالها، فلا بد أن تصغي اليه مجموعة الدول الخليجية، وكذا المجموعة الأوربية، هذا عداك عن الولايات المتحدة.
مجموع من ذكرناهم، كان يمكن أن يشكلوا مجموعة إنقاذ للبنان، ومجموع من ذكرناهم لا يرتضون للبنان أن يغرق، هذا اذا استعاد لبنان موقعه في الحياد الإيجابي ما يعني استعادة مرحلة أوتيل سان جورج، حيث كان يستضيف وفي الآن ذاته السي آي اي، إلى جانب الكي جي بي، والمعارضات السورية، مع الحكومات السورية.
غير ذلك ليس امام لبنان سوى الغرق، ولانظن أن المطلوب من الحكومة الأمريكية مد يد العون للبنان، مادام لبنان يقبع تحت وصاية الولي الفقيه، وكذا حال المجموعة الخليجية.
الوقائع لم تشر ولا للحظة واحدة ان حزب الله بصدد إحداث أي تغيير في مواقفه، أو أية مراجعات لسياساته، فسبابة حسن نصر الله مازالت ترتفع بمواجهة اللبنانيين، وهم اللبنانيون الذين لم يعد أمامهم اليوم سوى سداد القروض ببيع الأصول والارتهان للبنك الدولي وفقًا لما يعرف بهيكلة الدين العام، والذي يعني السطو على رغيف الخبز ورفع كل اشكال الدعم الحكومي عن كل شيء بدءأ من الطحين وصولاً لوقود السيارة، وهو البلد المحكوم باللصوص:
ـ لصوص المال العام المحميين بالتقاسم الطائفي.
ـ واللصوص الآخرين الذين يتحكمون بالسلاح وبالتالي بالصيغة السياسية بما يجعلها صيغة أبددية لاتتزحزح، والغطاء :
ـ مقاومة إسرائيل
مقاومة إسرائيل، لتوليد حروب جديدة في بلد مفقر ومنهوب، ليكون الدمار الجديد، بما يجعل هذا البلد تحت وطأة “كلّما تعمّر تهدّم” وما من عاقل إلاّ ويعرف تلك النتائج الكارثية التي حملتها حرب تموز ومن قبلها سلسلة حروب لم تحرر القدس ولم تبق على لبنان.
تحت شعار “تحرير فلسطين”، تتحول البلد الى مستعمرة لإيران، وهذا حقيقة مايجري، كل ذلك في الوقت الذي تذهب فيه المنطقة الى التسويات السياسية، ذلك أن الحرب لم تنتج سوى الدمار المؤكد، فيما السلام قد ينتج العمار الممكن، ومن يراجع الادبيات الإسرائيلية، سيجد حجم جدية تيارات إسرائيلية فاعلة في المجتمع الإسرائيلي وهي تبحث عن السلام، ذلك ان ماعاناه العرب من الحرووب، دون شك يعانيه الإسرائيليون من الحروب، حتى ولو كانت الحروب بمجملها رابحة بالمعطى العسكري بالنسبة لاسرائيل.
ليس المطلوب نن يذهب لبنان الى سلام منفرد مع إسرائيل، غير أن المطلوب، كل المطلوب ان يداري احتمالات غرقه النهائي، وهو بلد مقبل على نشوة اقتصادية ومالية كبرى ما بعد مكتشفاته النفطية التي تسمح له لا بتلافي الكوارث الاقتصادية فحسب، بل الوصول الى البحبوحة الاقتصادية بكل المقاييس، هذا اذا احتكم للتنمية الوطنية، وعدالة توزيع الثروة وبناء اقتصاد وطني يتخطى الربوي الى الانتاجي، وكل ذلك لن يتحقق والبلد إما تحت السلاح، وإما احتياطي سلاح، وبالتالي فإن كل هذا مرتبط بحزب الله الذي يمسك البلد من عنقه، ولن يكون امامه في مقبل الايام سوى جر البلد الى حرب اهلية إن لم يحتكم إلى العقل والواقعية السياسية، وإن لم يسلم بأن يكون:
ـ لبنان أولاّ لا إيران
لعنة حزب الله، انه ينقل لعناته إلى لبنان كل لبنان، وهذا هو لبنان اليوم أمام الاختيارات الصعبة، فإما الغرق بما لايسع انقاذه لا في المستقبل القريب ولا البعيد، وإما الخروج من المازق عبر خيارات سياسية تقربه من المجتمع الدولي ولا تحيله الى خندق الاعداء.
اصدقاء لبنان سواء من المجموعة الاوربية أو المجموعة الخليجية أو حتى الولايات المتحدة، يدركون حجم المشكلة اللبنانية، كما يدركون بان ثلثي لبنان يرفض حزب الله، ونصف الثلث المتبقي يقبله قسرًا، وما تبقى من الثلث يعود على شكل جثث وجنازات من حروب لاطائل منها على لبنان، وبالنتيجة، لن يتبقى من هذا الثلث من سيقبل بحزب الله دون وطأة السلاح.
هي لعنة حزب الله.
ـ حتى الكورونا يحمله حلفاءه الى لبنان.