ما زال القطاع النفطي الإيراني يزداد تدهواراً بفعل اشتداد العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها، حيث تدخل هذه العقوبات عامها الثاني، وفقدت إيران فيها نحو 70% من الوظائف في القطاع النفطي.
وتزداد حدة التوتر الإيراني الأمريكي وتظهر بأجلى صورها في العراق، حيث يتعرض الجنود الأمريكيون هناك إلى قصف مستمر على يد المليشيات العراقية الموالية لإيران، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إرسال منظومة دفاع جوي إلى هناك لحماية قواتها.
وقالت وكالة رويترز للأخبار، إن وثائق مالية وشهادات لمصادر بصناعة النفط الإيرانية أظهرت، أن رُبع منصات الحفر النفطي في إيران أصبح معطلة عن العمل بفعل العقوبات الأميركية الخانقة على صناعة النفط في إيران الأمر الذي ينطوي على ضربة للقطاع في الأجل الطويل.
ومن المحتمل أن يضر تراجع نشاط الحفر بقدرة إيران عضو منظمة أوبك على إنتاج النفط من الحقول الأقدم والذي يستلزم مواصلة الضخ للحفاظ على مستوى الضغط والإنتاج.
وسيجعل ذلك من الصعب على إيران زيادة الإنتاج إلى مستواه قبل العقوبات إذا خفت حدة التوتر مع الولايات المتحدة، وتهدف العقوبات الأميركية إلى الحد من طموحات إيران النووية ونفوذها الإقليمي المزعزع لأمن المنطقة.
وقد أرغمت هذه العقوبات إيران على خفض إنتاجها النفطي بمقدار النصف منذ أوائل 2018 ليقل عن مليوني برميل يوميا وذلك لأن المصافي في مختلف أنحاء العالم توقفت عن شراء نفطها.
وأدى الهبوط الشديد في الإنتاج والصادرات إلى اشتداد الركود في البلاد وأعاق مصدر الدخل الرئيسي. كما تسبب تراجع النشاط في الاستغناء عن أعداد كبيرة من العاملين بقطاع النفط الإيراني، كما شرعت شركات الحفر الإيرانية أيضا في الاستغناء عن أعداد كبيرة من العاملين.
ووفق التقارير فقد انخفض عدد العاملين في الشركة الوطنية للحفر إلى 2800 في 2019 من 9300 في 2017 حسب ما أظهر التقرير الفصلي للشركة، وهو ما يعنيأن 70% من موظفي الشركة، فقدوا وظائفهم.
ويمثل ذلك تحولا كبيرا عن الطفرة التي شهدتها الصناعة بعد توصل الحكومة الإيرانية لاتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والذي أدى إلى وقف العمل بالعقوبات النفطية والمالية في 2016، كما زاد عدد المنصات من 130 إلى 157 منصة عقب هذا الاتفاق.
ظهر اطلاع رويترز على معلومات من مصدرين بصناعة النفط والمواقع الإلكترونية لشركات الحفر والنتائج المالية ربع السنوية أن ما لا يقل عن 40 منصة من حوالي 160 منصة حفر في إيران لا تزال معطلة عن العمل أو قيد الإصلاح.
وتتولى الشركة الوطنية الإيرانية للحفر التابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية تشغيل ما يقل قليلا عن نصف المنصات الإيرانية.
ضغوط عسكرية
وتعمد الولايات المتحدة الأمريكية على حصر إيران بين فكي الحرب الاقتصادية والضغط العسكري، حيث صرح قائد القيادة المركزية الأميركية مساء البارحة الثلاثاء، أن الولايات المتحدة بصدد إرسال أنظمة دفاع جوي إلى العراق لحماية الجنود الأميركيين في حال تعرضهم لأي هجوم إيراني.
وقال الجنرال “كينيث ماكينزي” قائد القيادة المركزية في جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب “نحن أيضا بصدد إرسال أنظمة دفاع جوي وأنظمة دفاع مضادة للصواريخ الباليستية إلى العراق على وجه الخصوص لحماية أنفسنا من أي هجوم إيراني محتمل آخر”.
كانت وزارة الدفاع الأميركية -البنتاغون- قالت إنها تسعى للحصول على إذن من العراق لنقل أنظمة دفاع صاروخي من طراز باتريوت إلى هناك لتعزيز وسائل الدفاع عن القوات الأميركية بعد هجوم صاروخي إيراني في الثامن من كانون الثاني.