أزمة جديدة تضاف إلى أزمات إيران؛ والتي بالرغم من انتشار وباء كورونا بداخلها ما زالت تشن هجمات لها خارج حدودها، وترسل مقاتليها إلى دول المنطقة المضطربة.
في أحدث إحصائية أفصحت عنها السلطات الإيرانية فقد سجلت وزارة الصحة الإيرانية في الـ 24 ساعة الأخيرة نحو 1000 إصابة بفيروس كورونا “كوفيد-19″، و70 حالة وفاة، ما يجعلها أكبر بؤرة لنشر الفيروس سريع الانتشار والذي صنفته منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء على أنه وباء عالمي.
وقال المتحدث باسم الوزارة “كيانوش جهانبور” في مؤتمر صحافي متلفز “بناء على نتائج فحوص مخبرية جديدة، رصدنا 958 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 9 آلاف حالة”، وأضاف المسؤول الإيراني: “مع الأسف في الساعات الـ24 الماضية، وردتنا تقارير عن 63 وفاة، وصار إجمالي عدد الوفيات 354 شخصاً من جراء الفيروس”.
وبالرغم من ارتفاع الإصابات التي تفصح عنها الحكومة، إلاّ أنّ المعارضة الإيرانية ومسؤولون من الداخل الإيراني يقولون إن الحكومة تكذب والأعداد أكثر من هذا بكثير.
وتتهم دول عديدة طهران بالتكتم حول انتشار فيروس “كوفيد -19” فيها، ما جعل البعض يصف التكتم الإيراني على أنه يوازي حرب بيولوجية من إيران على دول العالم التي كانت تستقبل مواطنيين إيرانيين دون أن تعلن إيران عن إصابات، الأمر الذي تسبب بنشر الفيروس في بلدان عدة ومنها لبنان التي أعلنت فيها وزارة الصحة خروج الأمر عن سيطرتها.
مسؤولون إيرانيون تحت رحمة كورونا
أفادت وكالة “فارس” الإيرانية بإصابة محمد جواد إيرواني، مسؤول الرقابة والتدقيق الحسابي في مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، بالفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية الأربعاء “وباء عالمياً”.
كما نشرت الوكالة مساء أمس قائمة للمسؤولين المصابين بكورونا، لعل أبرزهم أربعة وزراء في الحكومة (نائب الرئيس ومساعدة الرئيس لشؤون المرأة، ووزيرا الصناعة والسياحة) وخمسة من نواب البرلمان.
أفادت وسائل اعلام إيرانية الخميس بوفاة محمود بلارك، نائب قائد مقر القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، في الشؤون اللوجيستية، جراء إصابته بكورونا.
يذكر أن الوكالة المقربة من الحرس الثوري الإيراني، كانت أكدت مساء الأربعاء أيضاً، وبعد أيام من التكهنات بشأن صحة إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، إصابته بالفيروس.
إيران تطلب المساعدة الدولية
بعد أن عم البلاء لم تفصح السلطات في طهران حتى اللحظة خروج وباء “كوفيج-19” من تحت السيطرة في البلد الذي يعاني فيه نظامه الصحي من الهشاشة، لكنها طلبت مساعدة من صندوق النقد الدولي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت قبل أيام أن التوتر والخلاف مع إيران لا يمنع مساعدتها للتغلب على الوباء، التي باتت إيران بؤرة انتشار له، ما دفع الصين –البلد الذي منه انتشر “كوفيد-19” إلى إجلاء مواطنيها من إيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” في تغريدة له على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر، إن بلاده طلبت من صندوق النقد الدولي تمويلا طارئا لمكافحة تفشي فيروس كورونا الذي تضررت منه إيران بشدة.
وأعلنت “كريستالينا جورجيفا” مديرة صندوق النقد الدولي أن البلدان المتضررة من فيروس كورونا ستحصل على دعم عبر أداة التمويل السريع، كما كتب ظريف “طلب بنكنا المركزي استخدام هذه الآلية على الفور”.
وتأتي تغريدة المسؤول الإيراني بعد أخرى مماثلة لمحافظ البنك المركزي الإيراني “عبد الناصر همتي” عبر حسابه في تطبيق إنستغرام قال فيها إنه “طلب في خطاب موجه لمديرة صندوق النقد الدولي خمسة مليارات دولار من صندوق طوارئ أداة التمويل السريع للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا”.