طمأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في خطاب مباشر للشعب الحزائري مساء أمس الثلاثاء،وبثه التلفزيون الرسمي، أن الوضع الراهن بشأن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الجزائر “تحت السيطرة”، مُصدرًا إجراءات جديدة احترازية، أبرزها منع المسيرات الشعبية وغلق الحدود البرية مع دول الجوار وتعليق كافة الرحلات الجوية والبحرية.
وقال تبون، في خطاب موجه للشعب، جاء بعد تسجيل الجزائر 60 حالة مؤكدة لفيروس كورونا وارتفاع الوفيات إلى خمس حالات، “إنه لا داعي للمبالغة في الفزع والخوف والوضع الراهن تحت السيطرة”.
كما وشدد على أن الدولة “قوية وواعية بحساسية الظرف ومصغية لقلق المواطنين ومنشغلة بهمومهم بل إنها بقدر ما هي حريصة على احترام الحريات والحقوق بقدر ما هي مسؤولة عن حماية الاشخاص والممتلكات”.
ونوّه إلى أن الفيروس هو “مسألة أمن وطني حتى لو أدى إلى تقييد بعض الحريات مؤقتًا”، ليؤكد الرئيس أن الوباء في الجزائر ما يزال “في المستوى الثاني حتى الآن” مطمئنًا الجماهير أن الحكومة “لديها قدرات لم تستغل بعد”.
إجراءات أولية
حول خطوات التصدي الحكومي أوضح الرئيس أن الحكومة اتخذت اجراءات مستعجلة، للتصدي للفيروس “بكل فعالية”، مشيرًا إلى أن بلاده تحركت مبكرًا لمواجهة الفيروس.. الأمر الذي “ساعد على الكشف عن رعية أجنبية قادمة من أوروبا” في إشارة إلى الرجل الإيطالي الذي دخل الجزائر في 17 شباط / فبراير الماضي وهو مصاب بالفيروس وتم اكتشافه في 25 من نفس الشهر ليتم ترحيله إلى بلاده لاحقًا.
وأكد الرئيس الجزائري أن بلاده كانت في وضع “يشبه حالة طوارئ بداية من 19 شباط / فبراير لتجنب حالة الانتشار” كون أن الوباء ليس له أي علاج فعال لحد الآن.
هذا وأعلن تبون أنه عقد اجتماعًا “قبيل الخطاب” مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين لدراسة تطورات الوباء.
مقررات جديدة
كشف الرئيس الجزائري أن الاجتماع الحكومي عالي المستوى، قرر غلق الحدود البرية مع دول الجوار والسماح للحالات الإستثنائية الخروج بالاتفاق مع كل دولة مجاورة، بالإضافة إلى التعليق الفوري لكل الرحلات الجوية من وإلى الجزائر ما عدا طائرات نقل البضائع.
كما وقرر الاجتماع أيضًا الغلق الفوري للملاحة البحرية باستثناء السفن الناقلة للبضائع، بالإضافة إلى التعقيم الفوري لجميع وسائل النقل العام.
يضاف لتلك القرارات، منع التجمعات والمسيرات “كيفما كان شكلها” في إشارة إلى مسيرات الحراك الشعبي المطالبة بالتغيير الجذري للنظام والتي تنظم يومي الثلاثاء والجمعة.
وتم منع تصدير أي مادة استراتيجية “سواء كانت طبية أو غذائية للحفاظ على المخزون الإستراتيجي”، وقرر أيضا تعليق صلاة الجمعة والجماعة والزيادة في قدرات المستشفيات.
وأشار الرئيس في خطابه إلى وجود 15 مليون من كل أنواع الأقنعة جاهزة للإستعمال ويجري جلب 54 مليون أخرى، مع وجود أكثر من ألفين و 500 سرير خاص بالإنعاش مع إمكانية رفع العدد “عند الاقتضاء” إلى ستة آلاف سرير مع توفير خمسة آلاف جهاز تنفس اصطناعي.
المشهد الصحي الجزائري
أعلنت وزارة الصحة الجزائرية في بيان يوم الثلاثاء، ارتفاع عدد وفيات فيروس كورونا المستجد إلى خمسة حالات، فيما قررت الحكومة تعليق صلاة الجمعة وصلاة الجماعة وغلق المساجد كإجراء احترازي.
وقال بيان الوزارة إن حالة الوفاة الخامسة تتعلق برجل في 50 من العمر وكانت لديه أمراض مزمنة أخرى.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي في بيان رسمي، تعليق صلاة الجمعة والجماعات وغلق المساجد ودور العبادة مع المحافظة على شعيرة الآذان في كامل البلاد.
وتأتي ھذه الفتوى في إطار الاجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا.
غلق المحاكم وتعليق الرحلات
بينما بلغت الإصابات المؤكدة 60 حالة؛ قررت الجزائر الاثنين الماضي، تعليق عمل المحاكم مؤقتا والرحلات الجوية والبحرية من وإلى أوروبا ومع 6 دول إفريقية و 5 دول عربية.
ويتعلق الأمر بجميع الرحلات الجوية المتوجهة والقادمة من موريتانيا ومالي والنيجر والسنغال وكوت ديفوار وبوركينافاسو.
كما يتعلق بالرحلات من وإلى مصر وقطر وتونس والأردن والإمارات العربية المتحدة.