تشير التطورات المتسارعة لانتشار فيروس كورونا المستجد في فرنسا، وكذلك التصريحات الحكومية إلى اقتراب البلاد من مواجهة صدمة صحية بالغة الخطورة خاصة في العاصمة العالمية الشهيرة- باريس، فقد أشار رئيس الوزراء إدوار فيليب إلى أن الموجة القادمة “عاتية جدا تفرض ضغوطا لا ترحم على نظام الرعاية بالكامل ونظام الاستشفاء بأكمله” مضيفا “سيتحتم علينا الصمود”.
في حين قال المدير العام للصحة جيروم سالومون: إن منطقة “إيل دو فرانس لم تستنفد قدراتها في المرحلة الراهنة” لكن “علينا استباق الوضع، فيما تحاول السلطات الفرنسية، وفق ما نقلته “أ.ف.ب، امتصاص الصدمة وتفادي استنفاد قدرات المستشفيات، من خلال إجلاء عشرات المرضى في قطارات وطائرات عسكرية من الشمال إلى المناطق الأقل تفشيا للوباء.
وإزاء أرقام وصفها مدير وكالة الصحة في “إيل دو فرانس” بأنها “هائلة” في بعض نقاط هذه المنطقة حيث الكثافة السكانية عالية، قالت ممرضة طلبت عدم كشف اسمها “إننا ننتقل إلى طب حربي”.
ووفق الاحصائيات الرسمية، فقد تسبب كوفيد-19، حتى الآن بوفاة ألفي وفاة سجلت في المستشفيات فقط، وبينها فتاة عمرها 16 عاما، هي الضحية الأصغر سنا للمرض.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب أنه “في ختام الأيام العشرة الأولى للعزل، من الواضح أننا لا نزال في بداية الموجة الوبائية”، موضحا أنها “اجتاحت الشرق الكبير منذ بضعة أيام، وهي تصل إلى منطقة إيل دو فرانس وأعالي فرنسا” في الشمال.
أما الفرنسيون، وهم الذين أرهقتهم حالة العزلة في المنازل، فيخشون العواقب الصحية وكذلك الاجتماعية للأزمة.
حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “إيفوب” بين 21 و23 آذار/مارس ونشرت نتائجه الجمعة في صحيفة “لو باريزيان” أن 87% من الفرنسيين يخشون “انهيار الاقتصاد الفرنسي”، و81% يخشون “فقدان أقرباء”، و62% أن “يخسروا حياتهم”، و57% أن “يخسروا قسما كبيرا من عائداتهم” و40% أن “ينفد الطعام لديهم”.
انتقالا إلى إيطاليا التي تعاني من قسوة النتائج الناجمة عن هجوم فيروس كورونا، فقد حذر رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي الاتحاد الأوروبي من أنه “قد يفقد سبب وجوده” في حال ارتكابه “خيارات مأساوية” في مكافحة فيروس كورونا، وتنبأ بحالة كساد غير متوقعة قد تغرق أوروبا.
وكشف كونتي عن أنه خلال اجتماع المجلس الأوروبي الخميس حصلت مواجهات “شديدة وصريحة” مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لأن بلاده تعيش أزمة أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، وتسببت في ركود اقتصادي شديد.
وتابع “ينبغي علينا تجنّب أن نتخذ في أوروبا خيارات مأساوية. إذا لم تُثبت أوروبا أنها على مستوى هذا التحدي غير المسبوق، فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد في نظر مواطنينا سبب وجوده”.
إحصائية عالمية
أكدت آخر البيانات الإحصائية أن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، أصاب أكثر من 614000 شخص فيما تجاوز عدد الوفيات الـ28 ألفا و200 شخص، وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات (104256)، تليها إيطاليا (86498)، ثم الصين (81394)، فإسبانيا (72248).
في المقابل، تجاوز عدد المصابين الذين تماثلوا للشفاء في جميع أنحاء العالم 137 ألفا.