قالت المعارضة الإيرانية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقراً لها، إن الحكومة الإيرانية تكذب على العالم بشأن تفشي الوباء فيها، وقد أعلنت عن تسجيل إصابات بعد شهرين من وصول الوباء إليها قادماً من الصين، حيث لم توقف السلطات في طهران الرحلات إلى الصين مركز الوباء بالرغم من علمها خطورة تلك الخطوة، كما قالت المعارضة الإيرانية –منظمة مجاهدي خلق-، إن إيران ساهمت في نقل الوباء إلى 17 دولة حول العالم، في مقدمتها لبنان والعراق وسوريا.
وجاء ذلك خلال مؤتمر افتراضي انعقد عبر شبكة الإنترنت بسبب الحجر الصحي الذي تتبعه دول العالم، للحد من انتشار الفيروس القاتل سريع الانتشار، تلقى مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “مينا” دعوةً لحضوره.
وصرح رئيس مجلس القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الدكتور سنا برق زاهدي، أن إيران أخفت وصول الفيروس إليها، وأكد أن المعارضة الإيرانية تمتلك معلومات مؤكدة حول وصول الفيروس إلى إيران في شهر كانون الأول من 2019، وليس كما يدعي نظام طهران بأن أول حالة كان في شباط الماضي، أي بعد شهرين من الموعد الحقيقي لتسجيل أول إصابة.
وقال زاهدي في المؤتمر الذي حضره مراسل مينا عبر الإنرتنت: “عندما أخفى عن الشعب بداية تفشّي المرض في شهر يناير وبدايات فبراير لأن النظام كان بصدد إقامة مظاهرة ذكرى الثورة في 11 فبراير واجراء الانتخابات في 23 فبراير، وهذا التعتيم أسفر عن تفشي المرض في عدد من المحافظات الإيرانية”، وتابع المعارض الإيرانية تصريحاته: ” و أخفى عند ما لم يقبل حصر مدينة قم لأسباب سياسية ودينية رجعية كهنوتية، وتحوّلت المدينة إلى مركز تفشي الوباء إلى مختلف مناطق إيران وكذلك إلى الدول المجاورة”.
وبحسب زاهدي فقد ستمروا النظام الإيراني بعلاقاته التجارية والاقتصادية مع الصين بالرغم من تفشّي كرونا هناك، حيث واصلت شركة ماهان رحلاتها الجوية من وإلى الصين حيث نقلت هذه الشركة بضائع صينية ومعها كرونا إلى إيران ومن إيران إلى الدول الأخرى كسوريا ولبنان والبحرين، كما لفت زاهدي في كلامه إلى وجود إيرانيين من المليشيات الإيرانية مصابين في مدينة حلب السورية، واستبعد السياسي الإيراني المعارض فكرة معالجة أولئك المصابين في مشافي سورية، بل توقع أنهم يعودون إلى إيران ليتعالجوا في أفضل مشافيها.
وقال زاهدي: ” واعتماداً على تقارير ميدانية وشهود عيان والمسؤولين في الساحة، أعلنا أنّ العدد المتيقّن من الوفيات بسبب وباء كورونا وصل إلى 14200 حتى يوم 30 مارس2020″.
وقال رئيس مجلس القضاء في المجلس الوطني الإيراني، إن المقاومة تمتلك أدلة وتقارير من داخل مقبرة “بهشت زهراء” وهي مقبرة العاصمة طهران وأكبر مقبرة في إيران، حيث يقول مسؤول هذه المقبرة، إن عدد المتوفّين بإصابة كرونا الذين تم دفنهم في هذه المقبرة كان 1250 شخصاً حتى يوم 18 مارس 2020، وأضاف عن عدد من المصابين بكرونا أيضاً يتم دفنهم تحت أسباب أخرى.
ونقل زاهدي عن مسؤول المقبرة، إن عدد المتوفين بكورونا الذين يتم نقلهم إلى هذه المقبرة عادةً أكثر من 100 شخص يومياً، كما أن السلطات المعنيّة، أحدثت عشرة آلاف قبر من أجل المصابين بكورونا، وهذه العملية أدت إلى تعب وإرهاق المغسلين وأن خمس نساء من المغسلات قد أصبن بكورونا.
العقوبات الأمريكية على إيران وعلاقتها بتفشي الوباء
ويدعي النظام الإيراني أن للعقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده أثر سلبي كبير في قدرة الدولة على مكافحة الوباء القاتل سريع الانتشار، وقال سنا برق زاهدي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عبر الإنترنت: “يدعي –أي النظام الإيراني- بأن العقوبات الدولية هي السبب وراء عدم وجود الامكانات الطبية والمستلزمات لوقاية المرضي ومعالجة المرضى، وفي المقابل يلتجأ إلى كل جهة لإحداث شرخ في جدار العقوبات، لكن هذا الادعاء يبقى مجرّد إدعاء ولا علاقة له بالواقع، لأن مشكلة النظام ليست مع العقوبات والأموال المحبوسة بسببه”.
وأكد زاهدي؛ أن العقوبات لاتشمل إطلاقا مجال الدواء والعلاج والمستلزمات الطبية، بالعكس منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها جاهزة لبيع جميع المستلزمات الطبية من مختلف الشركات وتوفيرها لإيران، كما أن المسؤولين الأمريكان أيضا أكدوا مرات ومرات بأن العقوبات لاتشمل هذه المجالات بالعكس أعلنوا أنهم جاهزون لتقديم المساعدة أيضاً.
كما تطرق زاهدي إلى نواح الفساد التي ما زالت مهيمنة على القطاع الصحي الإيراني حتى خلال هذا الوقت الصعب الذي يعيشه الشعب الإيراني، في الوقت الذي يتفشى فيه هذا المرض فإن المستلزمات والأجهزة الطبية تم تهريبها من قبل الأجهزة التابعة للنظام وبشكل خاص من قبل قوات الحرس ومن ثم تم عرضها في السوق السوداء بأسعار باهظة جداً، وهذ ما صرّح به وزير الصحة الحالي في رسالته إلى روحاني.