ذكرت مصادر إعلامية حول زيارة سرية يقوم بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، إلى العاصمة العراقية بغداد، من خلال شركة ماهان الجوية، لتشير مصادر عراقية بدورها عن اجتماع قام به “قاآني” مع قادة الأحزاب والمليشيات الشيعية في العراق “المالكي، والحكيم، والخزعلي، والعامري”.
واليوم الأربعاء.. كشفت مصادر مطلعة، عن لقاء مرتقب بين قائد قوة “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني “إسماعيل قاآني” وزعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” لحسم رئاسة الحكومة العراقية.
وتتكتم السلطات العراقية على زيارته، والقوى السياسية الفاعلة بالبلاد على حد سواء والتي يحاول قآاني خلالها القيام بدور سلفه “سليماني”، جرى تسريب معلوماتها عبر مصادر سياسية لوسائل إعلام محلية عراقية في بداية الأمر، قبل أن يتطرق إليها سياسيون عراقيون بوصفها زيارة لوفد إيراني، توضحت من خلال جملة التبدلات السريعة في مواقف قوى سياسية تجاه تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
المصادر، قالت إن “قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني أجرى خلال اليومين الماضيين اجتماعات عديدة مع عدد من القيادات السياسية الشيعية في العاصمة العراقية بغداد، حيث جرى خلال الاتفاق على ترشيح قاسم الأعرجي او عبدالحسين عبطان، لرئاسة الوزراء، بدلاً من رئيس الوزراء المكلف الحالي عدنان الزرفي”.
كما وجرى التأكيد أن “هناك لقاء مرتقب بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقاآني، من أجل مناقشة الاسمين مع الصدر واخذ رأيه فيهما، حتى يكون عليها توافق”، منوهة إلى أنه “حتى الساعة اللقاء لم تترتب كافة إجراءاته لغرض عقده بين الطرفين”.
إلى ذلك.. نوهت تقارير إعلامية لعلاقة ضمنية بين زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، “إسماعيل قآني”، وقضية رئيس الوزراء العراقي المكلف، “عدنان الزرفي”، الذي يجري في الوقت الراهن حوارات مع كل الكتل السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة.
فقد ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المحسوبة على “حزب الله”، إن زيارة المسؤول العسكري الإيراني البارز لبلاد الرافدين تعني أن حظوظ “الرزفي” تتراجع.
كذلك أكدت الصحيفة أن “قآني” التقى خلال زيارته أمس في العاصمة بغداد كلا من زعيم “تحالف الفتح”، “هادي العامري”، وزعيم “ائتلاف دولة القانون”، “نوري المالكي”، وزعيم “تيّار الحكمة الوطني”، “عمّار الحكيم”.. وهو بانتظار لقاء الصدر حاليًا.
خطة قآاني استندت كما قالت الصحيفة -نقلا عن مصادر- من خلال لقاءاته بالرباعي الشيعي على حثّهم على اختيار بديل للمكلّف بتشكيل الحكومة “عدنان الزرفي”.
وأشارت الأخبار إلى أن “قآني” أكد أمامهم رفض طهران التدخّل في “الأسماء المرشحة”، وترك الخيار أمام العراقيين عمومًا، والبيت الشيعي خصوصًا.
مصدرٌ آخر – والكلام للأخبار- ذكر أن “قآني” أبلغ القيادات العراقية رفض بلاده أي مرشّح يظهر ويضمر عداء لها، الأمر الذي اعتبر بمثابة إشارة من طهران لأركان البيت الشيعي بتنفيذ آلية انتقاء بديل من المكلّف الحالي.
ونذكر هنا أن السياسي العراقي المقرب من تحالف “الفتح”، “عزت الشابندر”، أعلن مسبقًا ترشحه لشغل منصب رئيس الوزراء، مشيرًا إلى حصوله على دعم من الكتل السنية والكردية.
من جهته أخرى، أكد النائب عن كتلة الحكمة البرلمانية اسعد المرشدي، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي “قريب” من اكمال تشكيلته الحكومية، وذلك في موقف يخالف مع ما ذهب اليه الصدريون وائتلاف العامري.
وقال المرشدي لوكالة شفق نيوز، إن “الزرفي وصل إلى مراحل متقدمة بشان تشكيل الكابينة الوزارية، خصوصا بعد المشاورات السياسية الأخيرة بشان تشكيل حكومته”.
ليضيف أن “رئيس الوزراء المكلف سيقدم طلبًا إلى رئاسة مجلس النواب في الأسبوع المقبل لعقد جلسة منح الثقة للحكومة من عدمها”.
ويمكن القول أن التحدي الأهم الذي سيواجه الزرفي، مدى استعداد البرلمان العراقي عقد جلسة خاصة للتصويت على التشكيلة، في وقت تشهد فيه البلاد اجراءات مشددة بسبب تفشي فيروس كورونا الذي تسبب بوقوع فيات واصابات بفيروس كورونا، وحظر تام للتجوال. يضاف لذلك بقاء اسبوعين على نهاية المدة الخاصة للمكلف عدنان الزرفي بتشكيل حكومة- في حال اكتملت.
والزرفي ” رئيس كتلة النصر” الذي يواجه رفضاً من قوى شيعية بارزة مقربة من إيران وعلى رأسها تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وهو ما يجعل مهمة تمرير حكومته في البرلمان صعبة للغاية.. جرى تكليفه في الـ 16 من أذار/مارس الماضي، من رئيس الجمهورية برهم صالح، لتشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يوماً.