اتهم تقرير إعلامي سويدي، الحكومة التركية التي يترأسها حزب العدالة والتنمية، بتصفية أحد أكبر ضباط الجيش التركي، بعد إرساله للمشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا ضمن القوات التركية الداعمة لحكومة الوفاق، مشيراً إلى أن تكتم الحكومة التركية على خبر مقتل الضابط وما رافقه من إقامة الجنازة تحت رقابة مشددة، أثار شكوكاً حول طبيعة حادثة الوفاة.
وأشار التقرير إلى أن العقيد “أوكان ألتيناي”، الذي قتل مساء الأحد الماضي، في ليبيا، تم استدعاؤه إلى الخدمة العسكرية من جديد بعد إحالته إلى التقاعد حيث كان ضمن مرتبات الاستخبارات التركية، مرجحاً أنه أرسل إلى ليبيا ضمن عملية مدبرة للتخلص منه.
كما نقل التقرير عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الهدف من إرسال العقيد المتقاعد إلى ليبيا هو التخلص منه كونه شاهدا رئيسيا وكونه على اطلاع واسع بصلات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ببعض المجموعات التي وصفها بـ “الإرهابية المتطرفة” في ليبيا وغيرها من الدول التي تعد بؤر صراع.
إلى جانب ذلك، كشف الموقع السويدي عن طبيع العمل، الذي كان مكلفاً بإنجازه في ليبيا، بالإشراف على نقل شحنات أسلحة وذخائر من تركيا إلى حكومة الوفاق والميلشيات الداعمة لها، التي تقاتل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير “خليفة حفتر” في مناطق متفرقة من البلاد خاصةً في العاصمة طرابلس، مؤكداً أن لقي “ألتيناي” لقي حتفه في ميناء طرابلس في قصف للجيش الليبي.
كما أشار التقرير، وفق ما نقلته صحيفة العرب، إلى أن الحكومة التركية حاولت إقامة مراسم دفن الضابط السابق بسرية تامة، إلا أن دخول بعض الناشطين والمعارضين الأتراك كشف عن مقتله ودفنه في مسقط رأسه.
وكان “ألتيناي” قد قتل مع اثنين من الجنود الأتراك في الهجوم، الذي شنه الجيش الوطني الليبي في ال ـ18 من شباط الماضي، على سفينة تركية محملة بالسلاح في ميناء طرابلس البحري، الذي تعتمد عليه حكومة الوفاق في تسلم العتاد والذخائر من أنقرة.
في غضون ذلك، تواجه الحكومة التركية اتهامات دولية بتأجيج الصراح في ليبيا من خلال استمرارها بدعم الميلشييات المقاتلة إلى جانب حكومة الوفاق، من خلال تزويدها بشحنات الأسلحة وأنظمة الصواريخ، بالإضافة إلى تعزيزها بمجموعات مقاتلة من الجيش التركي والمرتزقة.
من جهته، سبق للمتحدث باسم الجيش الليبي اللواء “أحمد المسماري”، أن اتهم قبل أيام، البحرية التركية بالمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية داخل ليبيا، مشيراً إلى أن بارجة تركية موجودة في البحر المتوسط استهدفت مدينة العجيلات غربي طرابلس بعدد من الصورايخ، مضيفاً: “تدخل القوات البحرية التركية مستمر، حيث كان في السابق ترافق البوارج التركية سفن شحن تقل أسلحة ومعدات عسكرية وإرهابيين ومرتزقة”.
كما وصف “المسماري” دخول البوارج الحربية التركية على خط الأزمة بـ “التطور الخطير”، مرفقاً تعليقه، الذي نشره على حسابه الخاص في موقع فيسبوك، بصورٍ لحطام أحد الصواريخ، الذي أطلقته البارجة، وذلك تزامناً مع تناقل وسائل إعلامية ليبية عددا آخر من الصور، التي تظهر البارجة.
اتهامات
قبل أيام فقط، اعتبر الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط “جيدو شتاينبرغ” أن تركيا باتت مطالبة بالتوقف عن دعم جبهة النصرة المتشددة، متهماً إياها بتقوية التنظيم الموالي للقاعدة في سوريا على حساب الفصائل الثورية المعتدلة، مؤكداً أن الولايات المتحدة وأوروبا يجب أن يتقبلوا قرارات الحرب في سوريا، وفقاً لما نقلته عنه قناة DW الألمانية.
وأضاف “شتاينبرغ”: “حتى الآن لا يمكن توقع إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار، لكن من الواضح أن نظام الأسد ومؤيديه الروس واللبنانيين والإيرانيين قرروا استعادة محافظة إدلب، وكل ما نراه الآن هو تراجع من تركيا وحلفائها.
أعتقد ستكون هناك هجمات مرة أخرى خلال فصل الصيف”، معتبراً أن الأوروبيين يتحملون حالياً فقط المسؤولية الإنسانية، لافتاً إلى انه سيكون من غير المنطقي أن يتدخل الناتو إلى جانب قوات داعمة لهيئة تحرير الشام، وهي جبهة النصرة سابقاً، في إشارة إلى الجيش التركي.
كما أشار الخبير الألماني إلى أن الفترة الحالية قد تشهد هدوء نسبي بسبب جائحة كورونا، إلى أن انتشار الوباء لن يؤدي إلى نهاية القتال، ولن يؤثر على قوات نظام الأسد بشكل كبير، بالتالي، أكثر من سيتأثر هم اللاجئون في المخيمات، على حد قوله، معتبراً أن نظام “الأسد” هو المسؤول الأول عن اندلاع الحرب وهو المسؤول أيضاً عن غالبية الضحايا وعن جرائم الحرب الوحشية.
وختم “شتاينبرغ”: “منذ عام 2015 كانت هناك أولوية جديدة في السياسة التركية تجاه سوريا، هدف تركيا قمع فرع حزب العمال الكردستاني هناك، أي وحدات حماية الشعب” التي لها هيكل يشبه الدولة”.