أكد اليوم الاثنين، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، “سيطرة” بلاده على انتشار فيروس كورونا، ليطلق تعهدات بإعادة النظر بشكل شامل في المنظومة الصحية التي سبق ووصفها الاختصاصيون بـ “الكارثية”.
وقام الرئيس تبون بأول جولة له بمستشفى “بني مسوس” بالعاصمة، تفقد خلالها أوضاع المصابين بفيروس كورونا، والتقى الأطباء والعاملين للوقوف على النقائص والعراقيل التي تعترض “حربهم على الوباء”.
وأوضح أن الجزائر باتت متحكمة في وباء كورونا “كوفيد – 19″، وأضاف: “تغلبنا اليوم على هذا المرض بفضل الإيمان والإرادة”.
هذا وقرر الرئيس الجزائري إعادة نظر شاملة في المنظومة الصحية التي تعاني العديد من النقائص، من خلال تحسين ظروف عمل الأطباء والموظفين في القطاع ورفع رواتبهم.
كما وأثنى تبون على الدور الذي تقوم به الأطقم الطبية لمجابهة جائحة كورونا. ليأمر بتوزيع الأدوية الضرورية المتعلقة ببروتوكول علاج فيروس كورونا على جميع المستشفيات في البلاد، والمتمثل في “الكلوروكين” إلى جانب دواء “زيتروماكس”.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الجزائرية، الأسبوع الماضي، زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لمواجهة جائحة كورونا، بعدما أصدر تبون مرسوماً رئاسياً يقضي بتحويل اعتمادات مالية إضافية بقيمة 31 مليونا و580 ألف دولار أمريكي من موازنة 2020 لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، وفق ما ورد في الصحيفة الرسمية للدولة الجزائرية.
وكانت الجزائر، قد كشفت الأحد، عن تقدم ملحوظ في عدد الحالات التي تماثلت للشفاء من فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19″، بعد تسجيل 131 حالة شفاء جديدة من فيروس كورونا، وهو الأعلى الذي تسجله الجزائر منذ تفشي الوباء نهاية فبراير/شباط الماضي، ليصل إجمالي المتعافين من كورونا إلى 591 حالة شفاء.
كما وأعلنت السلطات الصحية ارتفاع عدد حالات المصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” ليصل إلى 1914 حالة مؤكدة بعد تسجيل 89 إصابة جديدة في 46 محافظة.
بالإضافة إلى تسجيل 18 حالة وفاة جديدة جراء الإصابة بـ”كوفيد – 19″ جميعها كانت تعاني من أمراض مزمنة، ليبلغ إجمالي الوفيات 275 حالة وفاة.
وسجلت مستشفيات محافظة البليدة الأكثر تضررا من الوباء بـ554 حالة مؤكدة، تراجعاً كبيراً في عدد الحالات المصابة بكورونا في الأيام الأخيرة، وهو ما اعتبره الاختصاصيون “مؤشراً إيجابياً وبداية للتحكم في الوباء بالولاية” بعد تطبيق الحجر الصحي الكلي منذ نحو أسبوعين.
وسجل مستشفى “فرانس فانون” الذي يعد الأكبر في البليدة أكبر نسبة تراجع في عدد المرضى بالفيروس الموجودين في الإنعاش، قدره الاختصاصيون بين 30 و40%.
سياقًا.. تسبب غياب الأحزاب السياسية الجزائرية بمختلف توجهاتها عن ساحة مجابهة جائحة كورونا موجة انتقادات شعبية في الجزائر، توافقت الجماهير على وصفها بأنها “حجر سياسي في زمن انتهاء المصالح الحزبية”.
حيث قارن جزائريون بين ظهور الأحزاب السياسية طوال عمر الأزمة السياسية التي مرت بها البلاد وخلال الاستحقاقات الانتخابية مع “غيابها التام” عن المشاركة في الجهود الوطنية لمواجهة تفشي انتشار فيروس كورونا، رغم ما تملكه غالبيتها من إمكانيات مادية وبشرية هائلة، على حد تعليقاتهم.
كما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تسخر وأخرى تنتقد غياب الأحزاب في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه ظهور قياداتها و”لو بالنصائح” كما علق أحدهم.
وتعيش الجزائر واقعًا معقدًا يزيد فيه ناجع الاقتصاد والأزمات المجتمعية ليؤكد خبراء اقتصاديون أن 3 عوامل تمثلت في تراجع أسعار النفط وانخفاض أسعار الغاز وتداعيات فيروس كورونا، باتت تشكل “تهديدًا خطرًا” على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر، في الوقت الذي كانت الحكومة الجزائرية تستعد لإطلاق حزمة إصلاحات.