اغتيالات وقتلى وحرب داخلية أنهكت الشمال السوري المحرر، لكنها لا تصب في مصلحة المناطق التي بذلت دماء أبنائها في سبيل نيل حريتها وكرامتها.
تعمل هيئة تحرير الشام على فرض الأتاوات على السكان المحلين الذي أصبح جلهم من المهجرين والنازحين لأكثر من مرة داخل بلادهم، غير أنها تمارس عليهم تضيقاً كبيراً في الحالة الاجتماعية وفي نطاق العمل، كما أنها تضع شروطاً غير منطقية بما يخص التعامل مع المنظمات الداعمة للشؤون المدنية، على الرغم من كونها تفيدد منهم مالياً، وليست الهيئة وحدها هي من تقتات على الآخرين، لكن المجموعات المسلحة الأخرى تسيطر على مفاصل هامة في تلك المنطقة التي تعج بالمعارضين لنظام دمشق، وتعيث فساداً في الأرض التي تنتظر مواجهة مع نظام قتل شعبه.
بعد أن أفرغت تركيا المنطقة من المقاتلين ووجهتهم للقتال في الجبهات الليبية إلى جانب مليشيا حكومة الوفاق الوطني، بدأت مجموعاتها المسلحة المسيطرة على عدة مناطق في الشمال السوري المحرر الاتجار مع عناصر من مليشيا حزب الله اللبناني، بالرغم من أنهم ظاهراً أعداء ويستعدون لخوض معركة –حاسمة- بينهما.
وتعتبر فرقة السلطان مراد هي رائدة التجارة مع عناصر حزب الله اللبناني في الشمال السوري، وهي التي تمسك بمفاتيح تلك التجارة وفق المعلومات الخاصة التي وردت لمرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي، وقوام تلك التجارة هي المخدرات، والتي تعمل تلك المليشيات المدعومة من إيران وتعمل لصالحها، على نشرها في كل المناطق السورية.
ووفق أخبارنا الخاصة فإن، فرقة السلطان مراد تأسست بدعم من القوميين الاتراك، وكانت في البداية أماكن تواجدهم في حلب بستان الباشا والهُلك وقد حصلوا منذ البداية على دعم مالي وعسكري من حزب القوميين الاتراك.
بعد سقوط حلب اتجهوا لدرع الفرات وكان المسؤل عنهم ضابط علوي تركي يتبع لحزب القوميين اسمه “غازي”، منذ فتح المعبر طلب منهم زيادة عدد المتطوعيين وكان أغلبهم من حمص من التركمان.
في الداخل السوري، يدير زمام المجموعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم “فرقة السلطان مراد” شخص اسمه “فهيم عيسى” وهو تركماني من الراعي، منذ عامين بدأت عمليات التهريب من معبرين أبو الزندين الى مناطق النظام من اغنام ومواد غذائية ونفط، في حين أن النفط ومشتقاته نادر الوجود في الشمال، وهناك عائلات تبيت بلا أي وسيلة تدفئة، وسجلت حالات لأطفال ماتوا برداً بسبب قلة مواد التدفئة.
بالمقابل في الجهة الأخرى للمعبر من طرف النظام هي الفرقة الرابعة تقوم بتوريد المخدرات من حزب الله الى لواء السلطان مراد ومنه الى تركيا وثم بلغاريا بإشراف ضباط أتراك، ينتفعون من تلك العملية.
سابقاً وقبل سقوطهم، حاول فصائل أحرار الشام التي كانت تسيطر على المكان قبل المعركة مع هيئة تحرير الشام والانهزام أمامها، الدخول الى المعبر لتامين وارد لهم فلم يفلحوا وحصل اشتباك بينهم عدة مرات واضطرت لترك الساحة لفرقة السلطان مراد”.
وحتى الآن فإن السيطرة المطلقة على لواء السلطان مراد من قبل حزب القوميين، بينما تفتقد الحكومة السيطرة على الجيش وإنما فقط على المخابرات مما يزيد الصراع بين المخابرات والجيش التركي.
ما يعني أن الشمال السوري عملياً مهدد بكارثة ما لم ترفع تركيا دعمها للمجموعات المسلحة التي تتمادى في التعامل مع المواطنيين بالدرجة الأولى، ومع الفصائل المسلحة الأخرى التي تدخل غالباً معها في مناوشات يغض الأتراك الطرف عنها، تاركين لقوة السلاح النطق بالحكم.