كشفت تقارير إعلامية عربية عن وجود تحرك من قبل قيادات تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، للاستنجاد برئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة “راشد الغنوشي”، لمنع حدوث أي تغيرات في الموقف التونسي الرسمي حيال ما تشهده ليبيا، خاصةً مع وصف وزير الدفاع التونسي “عماد الحزقي”، القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية برئاسة “فايز السراج” بأنها “ميليشيات”.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة العرب عن اتصالٍ هاتفيٍ أجراه رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للدولة الليبية، والقيادي في تنظيم الإخوان المسلمين “خالد المشري” برئيس البرلمان التونسي “الغنوشي”، تم خلاله مناقشة تصريحات “الحزقي”، وأثرها على العلاقة بين البلدين، لافتةً إلى أن “الغنوشي” أشار خلال الاتصال إلى ضرورة الاستيضاح حول التصريحات المُشار إليها، ومعالجتها.
من جانبه، ربط الباحث السياسي التونسي المختص في الشأن الليبي “رافع الطبيب”، بين توصيف “الحزقي” وبين الموقف الدولي، الذي انتقد أفعال الميليشيات المرتبطة ببعض دوائر الحكم في طرابلس وشبكات الجريمة والإرهاب تعدياتها الخطيرة على القانون الإنساني، على حد قول الباحث.
لا سيما بعد موجة الإعدامات التي نفذتها مجموعات من القاعدة ولواء السلطان مراد والمرتزقة في مدينة صبراتة، مضيفاً في تصريحات خاصة للصحيفة: “أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس التونسي مع رئيس حكومة الوفاق الليبية؛ جاء ليُوضح له أن المواضيع المتصلة بالأمن القومي والدفاع هي من الصلاحيات الحصرية لرئاسة الجمهورية ولا دخل للبرلمان التونسي ولا لمجلس الدولة الليبي في الحديث بشأنها”.
وشهدت الساعات الماضية اعتذار الدبلوماسي الجزائري “رمطان لعمامرة” عن قبول تعيين الأمم المتحدة لها، مبعوثاً خاصاً وممثلاً للأمين العام في ليبيا، وذلك بعد وقتٍ قصير من إعلانه الموافقة على التكليف الأممي، وفقاً للكتاب، الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، إنطونيو غوتيريش”، على خلفية استقالة المبعوث الأممي السابق “غسان سلامة”، أواسط آذار الماضي، بشكل مفاجئ ودواعي صحية.
في حين لفت “الطبيب” إلى ان التدخل العسكري التركي المباشر في المعارك الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس وغربها؛ يمثل عاملاً أساسياً في إعادة ترتيب موازين القوى على الأرض، موضحاً: “سعت حكومة السراج وحلفاؤها إلى استصدار موقف رسمي تونسي يسهّل عمليات التدخل التركي، إلا أن موقف الرئيس قيس سعيد كان قاطعا في رفض أي نوع من أنواع التعدي على السيادة أو الانخراط في الأحلاف الإقليمية”.
تزامناً، أبدى الناشط السياسي الليبي “كمال المرعاش” عدم استغرابه من لجوء حكومة الوفاق عبر قيادات الإخوان المسلمين إلى الاستنجاد “براشد الغنوشي”، ورأى أن الأمر طبيعي، باعتبار أن الاثنين يتبعان تنظيم الإخوان المسلمين المدعوم ماليا من قطر وعسكريا وأمنيا من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، على حد وصفه.
كما حذر، من أن مراهنة السلطات التونسية على الميليشيات ومستقبلها في ليبيا، خاطئة، مضيفاً: “ليبيا لن تكون تحت حكم الميليشيات ولن يكون للإخوان المسلمين مستقبل فيها، تآمر الغنوشي مع تركيا على ليبيا وطعنها في الظهر سيبقيان ماثلَيْنِ في ذاكرة الشعب الليبي، وللأسف ستكون لذلك تداعيات سلبية على مستقبل العلاقة بين البلدين”.
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء “أحمد المسماري” قد أكد أمس – الخميس، أن القوات الليبية تقاتل الجيش التركي بكامل فواته ووحداته العسكرية، البرية والبحرية والجوية، إلى جانب قواته الإلكترونية، متهماً تركيا بنشر شائعات وأخبار كاذبة حول ما تشهد ليبيا.
وأضاف “المسماري”: “المرتزقة في ليبيا يتعرضون لخسائر كبيرة والمخابرات التركية مستعدة لنشر أي أخبار مزيفة بهدف تشتيت الانتباه عن خسائرهم الجسيمة”، لافتاً إلى أن تركيا استغلت فقر بعض الشباب السوريين وجندتهم بالأموال لنقلهم إلى ليبيا، للقتال إلى جانب الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق، المقربة من تنظيم الإخوان المسلمين.