يبدو العراق في وسط أزمة جديدة قواها انتشار فيروس كورونا وما فرضه من تغيرات أمنية واقتصادية وسياسية في داخل العراق أو على مختلف أرجاء العالم.. حيث يتصاعد خطر التنظيمات الإرهابية وما قد تسعى له من استغلال مباشر لأزمة كورونا عبر إعادة ترتيب صفوفها وتحقيق تقدم في تموضعها أو مكاسبها.
نقاط بدت واضحة مع تأكيد رئيس اقليم كوردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين، تصاعد عمليات داعش الإرهابية في المدن العراقية.
بارزاني اعتبر بشكل جلّي أن “داعش أصبح خطرا مرة أخرى، ويجب بحث هذا الأمر مع بغداد وقوات التحالف الدولي لكي نتمكن من مكافحته”.
وخاطب المسؤولين في العاصمة بغداد التي اعتبرها لم تدرك بعد عِظم الخطر، “للأسف لم تأخذ تهديدات داعش بجدية لغاية الان، والتنسيق ليس بمستوى التهديد الذي يمثله داعش”.
توازيًا، أكد مصدر أمني عراقي أن الزعيم الجديد لتنظيم “داعش”، أبو إبراهيم القرشي، دخل الأراضي العراقية مؤخرًا، وتعمل الجهات الأمنية من أجل تحديد مكانه الجغرافي، وفق ما نقلته وسائل إعلام عراقية.
في وقت أكدت تقارير متعددة أن تنظيم داعش يستغل الانشغال بأزمة جائحة كورونا عالميًا وفي العراق، حيث قام بتنفيذ عدّة عمليات إرهابية خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي أخذت شكلًا “منظمًا من حيث التوقيت والأهداف”.
المصدر الأمني وفق تصريحاته، لقناة “السومرية” العراقية، أشار إلى أن الهجمات التي قام بها التنظيم كانت غير مؤثرة وتستهدف نقاطا عسكرية ومناطق تابعة لعشائر ساعدت القوات العراقية في الحرب ضد التنظيم خلال السنوات الماضية.
ويعتبر الزعيم الجديد القرشي عراب الإيديولوجيا المتطرفة التي ينتهجها التنظيم في العنف والقتل، وللرجل تاريخ أسود في التنكيل بالمدنيين، وسجله حافل بانتهاكات بحق النساء والأطفال، خاصة الإيزيديين الذين قاد ضدهم حملة قمع عنيفة إبان سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من العراق.
وتكشف المعلومات الاستخباراتية أن انضمامه لداعش لم يكن أول مراحله في التطرف، إذ أنه كان قد انخرط في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق.
وكان قد ولد لعائلة تركمانية سكنت بلدة تلعفر التي تقع في شمال غرب العراق وتتبع محافظة نينوى، وتركمان العراق يعودون في أصولهم إلى قبائل تركية، ولا يزالون يشتركون معهم بالكثير من الروابط الثقافية واللغوية.
ويستمر التنظيم بالقيام بهجماته هنا وهناك.. فقد أفاد مصدر أمني يوم أمس الأحد، بمقتل وإصابة 5 عناصر من قوات الجيش بهجوم لداعش استهدف نقطة امنية للجيش في اطراف ناحية بني سعد 18 كم جنوب غرب بعقوبة.
المصدر لوكالة شفق نيوز، أن عناصر من داعش هاجمت نقطة مرابطة للجيش في قرية”المحبوبية” 5 كم جنوبي ناحية بني سعد، حيث اشتبكت مع عناصر الجيش ورافق الهجوم انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة إسناد أخرى من الجيش متجهة إلى مكان الحادث لتقديم الدعم الامني.
وأضاف المصدر أن الهجومين المزدوجين اسفرا عن مقتل جنديين وإصابة 3 عناصر أخرى بينهم ضابط دون ان يؤكد اصابة او مقتل أي عنصر من الدواعش.
في هذه الاثناء تمكنت القوات العراقية، يوم الأحد، من احباط هجوم لتنظيم داعش على قاطع للشرطة الاتحادية جنوب غرب كركوك.
إعلام الحشد قال في بيان إعلامي، أن “قوة من اللواء 16 في الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية تمكنت، مساء الأحد، من قتل عنصرين بتنظيم “داعش” الإرهابي خلال احباط هجوم إرهابي على قاطع الشرطة الاتحادية جنوب غرب كركوك”.
واليوم الاثنين، تمكنت قوة من الحشد الشعبي، من إحباط هجوم لتنظيم داعش بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وقال آمر اللواء 21 في الحشد، خضير المطروحي، لوكالة شفق نيوز، إن “قوة من اللواء 21 تصدت صباح اليوم لتعرض نفذه 13 عنصرًا من داعش في منطقة “العيث” الواقعة بين حدود قضاء سامراء ومحافظة ديالى، واجبرتهم على الفرار دون تسجيل أي اصابات او خسائر بين صفوف الحشد الشعبي”.
المطروحي حذر بشكل لافت من “تزايد كبير في اعداد الدواعش ضمن قواطع “مطيبجة” الواقعة بين ديالى وصلاح الدين وتزايد النشاط الارهابي”، مبينا ان “اغلب الدواعش فارين من المحافظات الاخرى هربا من العمليات الامنية”.
ودعا المسؤول العسكري، قيادتي عمليات ديالى وصلاح الدين الى ” تنفيذ عمليات امنية شاملة وناجعة لتطهير قواطع “مطيبجة” من الجيوب الارهابية ودرء خطرها المتواصل على محافظتي ديالى وصلاح الدين واجزاء من كركوك “.
تعتبر مناطق مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين اخطر بؤر واوكار الارهاب بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة التي مكنت عصابات داعش من اتخاذها ملاذها ومعاقل امنة ومنطلقا للهجمات الارهابية في مناطق اطراف ديالى وكركوك.
إلى ذلك، وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه في انتمائهم إلى “داعش”، خاصة في المنطقة الوعرة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، المعروفة باسم “مثلث الموت”.
حيث تعمل القوات العراقية على تحديد خارطة الهجمات الأخيرة والتي يمكن أن تكشف نقطة الانطلاق لهم وتتبعهم، حيث سيتم رصد المناطق في كركوك وصلاح الدين وصحراء الحضر وجبال مخمور وزمار وسلسلة جبال حمرين شمالي العراق.