شهد الشمال السوري انفجارات قال البعض بأنها ناتجة عن اقتتال غير مباشر بين الفصائل الخارجة عن سيطرة الأسد والموالية لتركيا، وبين مليشيات كردية انفصالية، في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية والتي كانت قبل أقل من عام تحت سيطرة قوات الإدارة الذاتية الكردية الانفصالية.
وقال شهود عيان إن انفجارات لألغام أرضية وقعت صباح اليوم في كل من قرية الأهراس التابعة للمناجير بريف رأس العين (سري كانييه)، وقرية العامرية بريف رأس العين أيضاً، بشكل متزامن، ما يرجح القول بأنها استمرار للاشتباكات التي بدأت أمس بين الطرفين.
وسيطرت تركيا على المنطقة بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية في تشرين الثاني من العام الماضي، في معركة “نبع السلام” حيث انسحبت القوات الأمريكية التي كانت تدعم المليشيات الكردية قبل ساعات من بدء الهجوم التركي والذي أسفر عن تمكن القوات التركية والقوات السورية الموالية لها من السيطرة على الشريط الحدودي الشمالي مع سوريا، منهية بذلك الحلم الكردي في إقامة كانتون كردي في الشمال السوري على غرار إقليم كردستان العراق.
ووفقاً لمعلومات الواردن من الشمال السوري، فإن الانفجارات ناجمة عن ألغام أرضية انفجرت في تلك القريتين، وتسببت بمقتل وجرح عناصر من الفصائل الموالية لأنقرة التي تسيطر على المنطقة هناك، عقب ذلك تفجير تلك الفصائل لألغام أخرى في الأهراس والعامرية.
رواية أخرى
ووقعت أمس الأول اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقذائف “الآربي جي”، في أحياء مدينة رأس العين “سري كانيية” بين أحرار الشرقية ولواء المعتصم المواليين لتركيا، حيث تدور الاشتباكات في كل من حي المحطة والعبرة وشارع الكنائس والمعبر الحدودي وخزان المياه في حي خرابات.
وكشفت المصادر أن فصائل لواء القعقاع والفرقة عشرين اشتركت في هذه الاشتباكات، وأكدت ذات المصادر مقتل عنصرين من فرقة المعتصم وأصيب آخران، فيما وردت معلومات عن قتلى وجرحى آخرين من بقية الفصائل، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن سبب الاشتباكات كان خلاف على تقاسم الأموال والإتاوات التي فرضوها على الأهالي إضافة إلى الاستيلاء على الممتلكات الخاصة للمدنيين.
وتعتمد تركيا على المليشيات السورية التي تدعمها من أجل إحكام سيطرتها على المنطقة، وجعلهم رأس الحربة في مواجهة إخوانهم في الوطن.
سوابق
واعتمدت تركيا في السيطرة على منطقة عفرين وريفها والتي سيطرت عليها في عام 2018، إبان عملية “غصن الزيتون”، على فصائل أغلب عناصرها من ريف حلب الشمالي، وعلى رأسهم الشرطة الحرة، التي تحظى بسمعة غير طيبة بين السكان المحليين.
وتقول رويات لسكان محليين تمكن مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من التواصل معهم، إن الشرطة الحرة قد سلبت بعض الأكراد منازلهم وعملت على تأجيرها للوافدين من مختلف المناطق السورية وبأجور باهظة، لا تتمكن غالبية تلك العوائل النازحة من دفعها مما يضطرها الاستعانة بعائلة أو عائلتين لتشاركها مسكنها وأجاره.
وتقول رويات السكان المحليين –الذين يرفضون الإفصاح عن هويتهم مخافة انتقام المليشيات- إن الفصائل الموالية لتركيا وعلى رأسها الشرطة الحرة وبعض مكونات الجيش السوري الحر تشتبك فيما بينها بشكل دائم داخل مدينة عفرين، وذلك بسبب خلافات حول اقتسام السلطة والغنائم.