هيئة التحرير
اتهم رجل الأعمال السوري وابن خال رئيس النظام، “رامي مخلوف”، جهات متنفذة في النظام بالسعي لطرده من شركة سيرياتيل للاتصالات الخلوية والسيطرة عليها، مضيفاً في فيديو بثه على حسابه في موقع فيسبوك اليوم الاحد: “الجميع بات يعلم ما يحدث، حاولنا كشركة سيرياتيل أن توصل إلى اتفاق مع مؤسسة الإتصالات، إلا أن بعض الجهات طالبت بخروجي من إدارة الشركة كشرط للتسوية، مع التهديد باتخاذ إجراءات تصعيدية ضدها وضد كوادرها وإدارييها قد تصل إلى الحجز على الشركة”.
كما وجه رجل الأعمال المثير للجدل، رسالة اعتذار إلى أهالي المدراء وبعض كبار الموظفين فيها، الذين تعرضوا للاعتقال خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب ما بات يعرف بأزمة “راماك”، مشيراً على أن سياسة التهديد والوعيد، التي تستخدمها الجهات، التي تستهدفه، دفعت الكثير من الموظفين في شركاته إلى تقديم استقالاتهم، في حين لا يعيش البعض الآخر حالة قلق وخوف من الملاحقة والمضايقات، ومن بينهم شقيق “مخلوف”، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة سيرياتيل.
وكانت الأزمة بين “مخلوف” والنظام السوري قد تفجرت وظهرت إلى العلن قبل أسابيع قليلة، بعد أن سجل “مخلوف” فيديو يدعو خلاله “بشار الأسد” التدخل والحد من نفوذ بعض القوى الضيقة المحيطة به، في إشارة إلى زوجة الرئيس “أسماء الأسد” وأقاربها.
إلى جانب ذلك، حذر “مخلوف” من ما أسماه طبقة “أثرياء ما بعد الحرب”، الذين حملهم مسؤولية الخراب الحاصل بالاقتصاد السوري، في إشارة إلى “أسماء الأسد” وبعض أفراد أسرتها كابن خالتها، “مهند الدباغ”، مضيفاً: “خلال الاجتماعات مع الجانب الحكومي للوصول إلى تسوية، طلبوا منا تعاقد إلزامي مع شركة بعينها تكون مسؤولة عن تخديم شركة سيرياتيل بشكل حصري، وأنه ممنوع علينا التعاقد مع أي شركة أخرى، وهو ما رفضناه، كما طلبوا من ممثلي الشركة دفع مبلغ 50 في المئة من وارداتها أي ما يعادل تقريبا 120 في المئة من الأرباح، وهو ما رفضناه أيضاً”.
وكانت الأوساط السورية قد ضجت العام الماضي بقضية فساد بطاقات التموين الذكية، التي كان يتولاها “مهند الدباغ” والتي اتهم رامي مخلوف بإثارتها، ما دفع “أسماء الأسد” إلى الضغط للحجز على جمعية البستان العائدة ملكيتها “لمخلوف”.
كما ذكر “مخلوف” بأن الأموال، التي يطلبها النظام ليست من حقه وأنها ليست ضرائب بقدر ما هي محاولة للسيطرة على أموال شركة سيرياتيل، معتبراً أن استمرار هذا النهج، سيقود إلى خراب شركة سيريا تيل بشكل كامل، وبالتالي خراب عام للاقتصاد والوصول إلى نتائج لا تستطيع الجهات المستهدفة له أن تتحملها، في تهديدٍ مباشر وصريح للنظام من تبعات استمرار الحملة، التي تستهدفه.
وكان رجل الأعمال السوري ونجل وزير الدفاع الأسبق، “فراس طلاس”، قد تحدث الأسبوع الماضي، في تصريحات تلفزيونية، أن الأزمة الحالية ناتجة عن وجود صراع ثلاثي داخل العائلة على السلطة، يمثله كل من “رامي مخلوف” و”أسماء الأخرس” و”ماهر الأسد”.
في السياق ذاته، هدد “مخلوف” بتبعات كبيرة ستلحق بالاقتصاد السوري عموماً، في حال استمرت سياسيات “أثرياء ما بعد الحرب” على حد وصفه، متطرقاً للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية 2011، إلى أزمة الغلاء الحاصلة في البلاد، مع ارتفاع الأسعار إلى ما يتجاوز 30 في المئة من أسعارها الأصلية، ما اعتبره ناجماً عن ممارسات طبقة من المنتفعين الموجودين في فلك النظام.
إلى جانب ذلك، أشار “مخلوف” إلى أن سلطات النظام منحته فرصة للموافقة على طلباتها حتى اليوم الأحد، التي شدد على أنه لن يقبل بها لا سيما أن خروجه من الشركة أو المساس بها، تحت أي ظرف، ملوحاً بمزيد من التصعيد، خاتماً كلامه بعبارة: “اللهم قد بلغت، اللهم قد بلغت، اللهم قد بلغت”، ما اعتبر مؤشراً على وجود نية للمزيد من التصعيد تجاه النظام السوري، وأن الأمور وصلت إلى طريق مسدودة بين الطرفين”.
وفي ظل غياب أي ذكر لرئيس النظام “بشار الأسد” خلال الفيديو، أعاد “مخلوف” التذكير، بأن سيرياتيل هي جزء من مؤسسة راماك الخيرية، التي كانت تقدم الدعم المالي لجرحى النظام وأسر قتلاه، وأن الأموال التي يريد “أثرياء الحرب” السيطرة عليها هي جزء من أموال الخير التي يوزعها على العائلات السورية المحتاجة، على حد قوله، مشدداً على فكرة أن ممارسة التهديد من قبل تلك الفئة ومن يدعمها، ستقود إلى انهيار الاقتصاد، خاصة خلال الوضع الحساس، الذي تمر به سوريا.
ويتهم مخلوف من قبل المعارضة السورية ببناء ثروة غير معروفة الحجم، جراء صفقات فساد وسيطرة على الأملاك العامة والخاصة، وفرضه في قطاع الاستثمارات المحلية والأجنبية، مستفيداً من صلات القربة بينه وبين رأس النظام، ما جعله الذراع الاقتصادية الطولى للنظام، على حد تعبير رئيس الوزراء السوري المنشق، “رياض حجاب”.