هيئة التحرير
أكدت مصادر خاصة لـ”مرصد مينا” وصول عدد من الطائرات الحربية التركية إلى حكومة الوفاق، وذلك بعد الحديث عن إرسال روسيا مقاتلات حربية من قاعدة حميميم في سوريا إلى قوات الجيش الوطني، في تطور ينذر بتصعيد روسي تركي غير مسبوق في الملف الليبي.
ونشرت مواقع متخصصة في رصد حركة الطائرات حول العالم يوم الجمعة، تحركات غير اعتيادية لطائرات نقل عسكرية وأخرى حربية تركية، وتحركت الطائرات في أجواء شرق البحر المتوسط وقرب السواحل الليبية.
مصادر مرصد “مينا” أشارت: إلى “وصول طائرات نقل عسكرية كبيرة إلى مطار مصراته قرب طرابلس، وعدد من الطائرات الحربية التركية من طراز F16 وF4 إلى مطار تابع لحكومة الوفاق في طرابلس ومحيطها ،فيما أشارت المصادر إلى قيام القوات الروسية اليوم والبارحة ليلا بنقل عدد من الطائرات الحربية القتالية الروسية من قاعدة حميميم على الساحل السوري الى ليبيا وغالبية الطائرات من نوع ميغ 29 وسوخوي 24
متابعون لتطورات المشهد الليبي رجحوا أن “تكون الضربات الجوية المتلاحقة التي نفذها الطيران التركي المسير طوال الأيام الماضية ضد الأنظمة الدفاعية الروسية في ليبيا، السبب الرئيسي في نقل المقاتلات الروسية، اذ تمكنت المسيرات في الأيام الأخيرة تدمير قرابة ١٠ من منظومات بانتسير الدفاعية الروسية”.
وفي سياق متصل كشفت مصادر خاصة لمرصد “مينا” أمس الجمعة عن إرسال روسيا دفعة ثانية من المقاتلين السوريين إلى ليبيا، ضمن مشروع دعم ميليشيات فاغنر الروسية، التي تتولى دعم المصالح الروسية على الأراضي الليبية، بالتزامن مع تواصل العمليات العسكرية هناك.
وكانت هيئات حقوقية قد اتهمت روسيا سابقاً وبالتعاون مع النظام السوري، بتجنيد مئات الشباب من أرياف دمشق وحلب وحمص، دعماً للفرقة الروسية المنتشرة في الأراضي الليبية، موضحة أن الدفعة الثانية من المقاتلين السوريين، الذين بدأت روسيا بتجنيدهم هم من المقاتلين السابقين في ميليشيات الدفاع الوطني، الموالية للنظام السوري، بالإضافة إلى عناصر من ما يطلق عليه “عناصر المصالحات”، لافتةً إلى أنه تم نقلهم إلى مطار حماة وحميميم، استعداداً لنقلهم فيما بعد إلى ليبيا. بالمقابل أرسلت تركيا من جانبها الآلاف من عناصر الفصائل السورية الموالية لها للقتال إلى جانب حكومة الوفاق.
ونقلت وكالة أنباء “بلومبرغ” الأميركية عن مسؤول تركي لم تسمه إن “تركيا مستعدة جيدا للدفاع عن قواعدها وأماكن أخرى تحت حمايتها باستخدام طائرات بدون طيار والسفن الحربية المنتشرة بالقرب من طرابلس”.
وأضاف المسؤول أن “أي استهداف للأفراد الأتراك يمكن أن يقابل بشن هجمات انتقامية، بما في ذلك هجمات ضد مقرات الجيش الوطني”.
بعد سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني على قاعدة الوطية قالت مصادر اعلامية تركية: “في القريب يمكن أن تتخذ الطائرات المسيرة والطائرات الحربية التركية من قاعدة الوطية الجوية مقراً لها، هذا الأمر ممكن في إطار الاتفاقيات الموقع عليها بين تركيا وحكومة الوفاق”.
ويشير تبادل التهديدات إلى مزيد من التصعيد بعد أسبوع من الانسحاب التكتيكي لقوات الجيش الوطني الليبي من قاعدة الوطية.
من جانبه، قال وزير الداخلية في حكومة طرابلس فتحي باشاغا لـ”بلومبرغ” إن ثماني مقاتلات روسية على الأقل من الحقبة السوفيتية وصلت إلى شرق ليبيا، من قاعدة جوية روسية في سوريا، “ربما للمساعدة في أي حملة جوية جديدة”.
صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن إطلاق خبراء في الأمم المتحدة تحقيقاً حول إرسال 8 طائرات حربية روسية إلى قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وأسندت الصحيفة البريطانية معلوماتها إلى دبلوماسيين غربيين، لم تذكر أسماءهم. وقالت إن إرسال هذه المقاتلات من سوريا إلى ليبيا قد يحمل معه احتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا وتركيا.