هيئة التحرير
مداهمة مواقع تابعة لحزب الله العراقي، المدعوم من الحرس الثوري الإيراني، يرى فيها مصدر عراقي مطلع، بأنها تطور غير مسبوق في مستوى العلاقات بين الحكومة العراقية وإيران، يمهد لواقع جديد، قد لا يروق لحكام طهران، الذي اعتادوا على أن يكونوا فوق السيادة العراقية، طيلة17 عاماً، على حد قوله.
وكانت قوات تابعة لمكافحة الإرهاب العراقية، قد داهمت فجر اليوم، الجمعة، مراكز تابعة للميليشيات المدعومة إيرانياً، واعتقلت 13 عنصراً من عناصر الميليشيا، في حادثة هي الأولى من نوعها.
تنفيذ المهمة من قبل قوات المكافحة الإرهاب بشكل خاص، يحمل وفقاً للمصدر، في حديثه مع مرصد مينا؛ دلالات كبيرة، تشير إلى أن ملف النفوذ الإيراني وأذرعه، بات قضية تتعلق بالإرهاب، ما يعني أن الحرب الحقيقية بين رئيس الحكومة، “مصطفى الكاظمي” ومن يكمن وصفهم حالياً، بـ”حكام العراقي السابقين”، الممثلين بالميليشيات، قد بدأت فعلياً وأن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في مستقبل العراق وسيادته.
وسبق “للكاظمي” أن شدد في وقتٍ سابق، أنه لن يسمح بالمغامرات الخارجية على أرض العراق، مؤكداً على أن حكومته تولي اهتماماً كبيراً بأمن وضبط حدود البلاد.
لا حروب بالوكالة
ارتباط المداهمة لمقر الحزب، واعتقال شخص إيراني من بين جملة المعتقلين، يؤكد بحسب المصدر، أن زمن استغلال إيران للأراضي العراقية، لشن حروب بالوكالة قد انتهى، مع سقوط حكومة “عادل عبد المهدي”، مضيفاً: “هناك خطة واضحة لدى الحكومة لوقف الهجمات الصاروخية، التي تشنها الميشيليات على القواعد الأمريكية، بالإضافة إلى منع أذرع إيران من تنفيذ أي اعتداءات على الدول المجاورة، أو تهديد المصالح الدولية في المنطقة انطلاقاً من العراق، وهذا سيتضح بشكل أكبر مع سلسلة الإجراءات المستقبلية، التي ستتخذها الحكومة ضد الميليشيات”.
وشهدت الأشهر الثمانية الماضية، تصاعداً في الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأمريكية في العراق والاعتداءات ضد البعثات الدبلوماسية والقنصلية الأمريكية في العاصمة، بغداد.
في السياق ذاته، يعتبر المحلل السياسي العراقي، “انتفاض قنبر”، أن وصول “الكاظمي” إلى السلطة في العراق، تسببت بحالة قلق في إيران حول مستقبل موقعه في العراق، خاصة لما أبداه “الكاظمي” من اتفاق وقرب وجهات النظر مع الولايات المتحدة، في ظل انطلاق الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، على حد قوله.
وكانت تقارير إعلامية عراقية، قد كشفت عن توجهات لدى الحكومة العراقية، لإعادة هيكلة هيئة الحشد الشعبي، أكبر ميليشيا مدعومة من إيران، وإخضاعها بشكل مباشر لسلطة القائد العام للجيش العراقي.
لأول مرة .. العراق عربياً
سياسات حكومة “الكاظمي”، ومناهضته للمشروع الإيراني، تهدف إلى إعادة العراق إلى التيار العربي، يقول المصدر، مشيراً إلى أن تلك السياسات ستساعد العراق في التقرب أكثر من دول الخليج العربي، التي تعتبر الخيار البديل للحكومة للخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية، التي لحقت بالعراق بسبب التبعية الإيرانية وتجيير كل إمكانيات البلاد لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة، وفقاً لرأي المصدر.
وسبق لنائب رئيس مجلس الوزراء العراقي، “علي عبد الأمير علاوي”، أن زار المملكة العربية السعودية قبل أسابيع، وأعلن عن وجود اتفاقيات كبيرة الجانبين، في تطور هو الأول من نوعه منذ عقود.
إلى جانب ذلك، يؤكد المصدر أن حكومة “الكاظمي” ستكون أول حكومة عربية فعلية للعراق، كاشفاً أن “الكاظمي” يعتزم خلال الزيارة، التي ينوي إجراءها إلى طهران قريباً، إيصال رسالة للنظام الإيراني، بأن حكومته لن تسمح بقيام تنظيم شيعي إرهابي على أراضي العراق، شبيه بتنظيم داعش، في إشارة إلى الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
ومن المقرر أن يجري “الكاظمي” جولة خارجية خلال الأيام القليلة القادمة، تضم زيارة كل من السعودية وإيران والولايات المتحدة.