التمهيد
تعدُّ دول الاتحاد الأوروبي عموماً وألمانيا خصوصاً الوجهة المفضلة للاجئين المسلمين والباحثين عن فرصة عمل من الأتراك. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تتواجد جالية تركية في أوروبا ككل، لكن غالبيتها تتمركز في ألمانيا والنمسا، حيث ساهم أبناؤها بإعادة إعمار هذين البلدين بعد الحرب.
لكن هذا التواجد التركي المُلاحَظ للقاصي والداني في أوروبا، بات يشكل قلقاً في هذه الدول (ألمانيا والنمسا)، كما أنه بات يشكل تهديداً للهوية الأوربية؛ وتحدٍ لقيمها، وتلك مسألة تعتبر حَرَماً أوروبياً؛ وأمناً قومياً لا يمكن التغاضي عنه، خصوصاً أن دستور البلدان الاتحاد الأوربي يعتبر أي سلوك أو ثقافة مغايرة للقيم الأوربية مسألة يعاقب عليها القانون في تلك البلدان.
ملاحظة أوربية متأخرة تجاه الأتراك الأوروبيين؟!
تزايد القلق عند صاحب القرار الأوروبي مؤخراً، مع تنامي الظاهرة الأردوغانية؛ ومحاولة الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) استثمار الجالية التركية في مشروعه السياسي؛ التي اتضحت في الانتخابات التركية كما حصل في هولندا وألمانيا، فبعد منع هذه الدول تنظيم لقاءات جماهيرية لمسؤولين أتراك بالجاليات التركية على أراضيها، في إطار حملة الاستفتاء على الدستور التركي المعدل، اندفعت القيادات التركية للاحتجاج على هذه الخطوة بالضغط بالانتخابات الأوربية نفسها؛ كون كثير من هؤلاء الأتراك بات يحمل الجنسيتين الأوربية والتركية؛ وبات جزء منهم تابع بشكل أو آخر للتوجيهات الأردواغانية؟!.