هيئة التحرير
بعد الزيارات الخاطفة والمُفاجئة التي قام بها وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، خلال الساعات الماضية، إلى كل من مصر والجزائر وتونس، وصل بن فرحان، أمس الأربعاء، إلى المغرب وأبلغ كبار مسؤوليها التزام الرياض بالتنسيق مع المغرب ودول الحوار من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة في ليبيا، وهي نفس الرسالة التي أبلغها لنظرائه في مصر وتونس والجزائر التي أظهرت انزعاجها من قضية تسليح القبائل الليبية.
زيارات خاطفة ومفاجئة
وقال الوزير بن فرحان، الذي وصل في زيارة رسمية، مساء الثُلاثاء، إلى المغرب قادماً من تونس وقبلها الجزائر والقاهرة، في تصريح صحفي، عقب لقاء جمعهُ بنظيره المغربي ناصر بوريطة، إن هُناك توافق بين المغرب والسعودية في رفضهما للتدخل الأجنبي في ليبيا، التي تشهدُ أوضاعاً غير مُستقرة وأزمة سياسية مُمتدة مُنذُ العام 2011.
وذكر: “قلقون من تأثير الوضع في ليبيا على الأمن الإقليمي العربي”، مشدداً على أن هناك توافقا وانسجاما في رؤى البلدين في المنطقة ضد التدخل الأجنبي وتحديات الإرهاب. ولمس «بن فرحان» في الموقف المغربي وقبله التونسي والمصري والجزائري من الأزمة الليبية انسجاما مع موقف الرياض، رُغم أن هذه الأخيرة تلعبُ دوراً داعماً لصالح المُشير خليفة حفتر الذي يحظى أيضا بدعم قوي من مصر وروسيا.
وقال وزير الخارجية السعودي “مُباحثاتي مع وزير الخارجية المغربي عكست مدى التوافق والانسجام في الرؤى بين البلدين حيال التحديات المحدقة بالعالم العربي، وعلى رأسها التدخلات الأجنبية والإرهاب، ودورها في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وما يقتضيه ذلك من ضرورة التنسيق والتعاون المشترك لمواجهته”.
توحيد الموقف العربي
من جهته قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة: “نحنُ قلقون بشأن ما يجري في ليبيا”، وأكد أن الحل يجب أن يكون سياسيا والتدخل العسكري الأجنبي يُصعب الوضع”.
كما أضاف: “الليبيون قادرون على إيجاد حلول لمشاكلهم بأنفسهم”، مشيرا إلى أن المغرب لن يقدم لليبيين وصفة جاهزة ولكن فضاء لإيجاد حل، وأشار بوريطة إلى أن الوضع في ليبيا خطر على الأمة العربية. وتابع “على الليبيين أن يجدوا توافقا والمغرب مستعد للتعاون مع الليبيين، فالتضامن العربي في ليبيا ضروري”.
وهي نفس التصريحات والمُفردات التي استعملها الأمير فيصل بن فرحان، خلال زيارته إلى مصر والجزائر وتونس، في خُطوة تؤكد رغبة الرياض في كسب تأييد قادة دول جوار ليبيا وتوحيد مواقفهم لا سيما بعد بروز تضارب في المواقف والمبادرات بين تلك الدول وتمسك كل دولة بمبادرتها وهو الموضوع الذي سلط عليه “مرصد مينا” الضوء أمس الثُلاثاء في تقرره اليومي.
السعودية تلعب دور الوسيط
وقال الخبير الأمني والعسكري، أكريم خريف في تصريح لـ “مرصد مينا” إن السعُودية تلعبُ دور الوسيط لتوضيح الرؤية الإماراتية في الشأن الليبي، وذكر “الزيارة تندرج في سياق تهدئة الأوضاع وإقناع تونس والجزائر والمغرب بدرجة أقل بالمبادرة المصرية سواء في شقها السياسي المتعلق بوقف إطلاق النار وفق الشروط المعلنة في المُبادرة التي أعلنت عنها في بداية يونيو/ حزيران الماضي، وإقناع تونس والجزائر بجدوى قبول مفهوم سرت والجفرة كخط أحمر لا ينبغي تجاوزه ومنه تسليح القبائل الليبية وهو الأمر الذي ترفضه الجزائر وتونس جملة وتفصيلا لخطورة الوضع.
ووصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل أسبوع، ووصفه الخطوة المصرية بالانفرادية و”قد تحول ليبيا إلى صومال جديد”، مشيراً إلى أن الأمر يمس بالأمن القومي الجزائري وأمن دول الجوار، بسبب المخاوف من أن تؤدي إلى خلق أمراء حرب في ليبيا وتفتح سوق أسلحة في الساحل.
وأكد الخبير الأمني والعسكري أن هذه الوساطة قد تُكللُ بالنجاح إذا كان المسعى “مُسالم” وإذا تخطت الدول المعنية عقبة القواسم المشتركة، واستدل المُتحدثٌ بموقفي الجزائر والسعودية الداعمة للواء حفتر.
وأكد في وقت سابق عبد الله بلحيق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب (البرلمان) الليبي، برئاسة عقيلة صالح، إلى التأكيد على أن الدور السعودي والمصري والعربي بشكل عام مهم لدعم الاستقرار في ليبيا ولدعم المؤسسات الشرعية الممثلة لإرادة الشعب الليبي “مجلس النواب” للتصدي للأخطار التي تحيط بليبيا والتدخلات الخارجية الداعمة للإرهاب.