عودة طارق رمضان كمثقف:
في منتصف أكتوبر، سيفتتح المعبود السابق لأنصار الإخوان المسلمين الأوروبيين مركزه الجديد للبحث والتدريب للطلاب من جميع أنحاء العالم، وقد كتب على صفحته الرئيسية “إرادة الله”.
بعد السقوط الرالعميق، يتقدم بتعهد جريء: الجدير بالذكر أنه لا تزال عدة دعاوى قضائية ضد رمضان بتهمة الاغتصاب معلقة، وقد كان محتجزا في باريس لمدة عشرة أشهر، حيث – تم الإفراج عنه في نوفمبر 2018 بكفالة قدرها 300 ألف يورو لأسباب طبية – التصلب المزعوم، بشرط تسليم جواز سفره السويسري وعدم مغادرة فرنسا.
وبالتالي، يجب أن يكون مقر المركز الجديد، “الشفاء بالاسم”، في فرنسا. أما في موطنه الأصلي في جنيف، فسيقوم بالإعلان عن مكان “معهده” لاحقاً. وفي كل دورة مدتها ثلاث سنوات، سيتم تقديم دروس تعليمية مباشرة وعن بعد. ومن المفترض أن يقوم عشرات المعلمين بتدريس مجموعة واسعة من الموضوعات: الدين، الروحانية، الإنسانية، علم النفس، علم البيئة، القانون، الاستعمار والعنصرية.
والأهم من كل ذلك يتضمن المحتوى “الاهتمام بالناس والمساواة بين جميع الكائنات في الكرامة والعدالة”.
وأثارت حقيقة وجود دورات في الأخلاق والنسوية في المناهج الدراسية جدلاً واسعاً، حيث تنتقد المفكرة الفرنسية آن ماري بيكار قائلة: “إن التضليل الفكري ونفاق وسخرية طارق رمضان ليس لهم حدود على الإطلاق”. وكان رمضان قد أنكر علاقاته خارج نطاق الزواج لسنوات عدة، ثم اعتذر عنها – لله ولأسرته وللمسلمين. وحتى يومنا هذا، ينفي رمضان أي شيء متعلق بالاغتصاب.
وفي مارس 2019، شارك في مؤتمر حول العنف ضد المرأة في سان دوني، ما اعتبرته إدارة المدينة “استفزازا غير مقبول”.
إلا أن طارق لا يذهب بعيداً كشقيقه هاني الذي يعمل في جنيف ويدافع عن رجم الزانيات، فالصورة التي يرسمها طارق للمرأة تتوافق أيضاً مع الشريعة الإسلامية، حتى أن الكثير من المثقفين اليساريين الذين أعجبوا به لانتقاده للرأسمالية، وكراهية الإسلام، لم يعودوا يؤمنون بأفكاره، خاصة بعد أن حصل على درجة الأستذة في الدراسات الإسلامية من جامعة أكسفورد عام 2009، بفضل مليون مانح من قطر، وهي دولة تشتهر بتمويل الفكر الإسلامي في أوروبا.
في المحصلة، لم يعد بإمكان حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أن يخفي قربه من الإخوان وخاصة بعد أن دافع عن عقلهم المحرض يوسف القرضاوي الذي دعا المسلمين إلى الجهاد في سوريا ووصف هتلر بأنه أداة من أدوات الله.
لطالما رأى رمضان المسلمين في دور الضحايا، واليوم يعتبر نفسه ضحية للعنصرية الفرنسية ويقارن “قضية رمضان” بـ “قضية دريفوس” (بمعنى الإدانة التعسفية لضابط فرنسي عام 1894 لكونه يهودي). ويقول رمضان إنه تم تقديمه للمحكمة كمسلم لأنه وصف الإسلام بـ “الديانة الفرنسية”.
وستشهد الأيام المقبلة مثول رمضان أمام محكمة في باريس ليواجه اثنين من المدعين ضده.