يواجه القطاع الصحي في تونس ضغطاً كبيراً بسبب نقص أجهزة التنفس وأسرّة الإنعاش الخاصة باسعاف مصابي كوفيد – 19.
في غضون ذلك، أكد كاتب عام الجامعة العامة للصحة، “عثمان الجلولي”، فإن جميع الأسرّة التي تم تخصيصها للمرضى في السابق تم استغلالها حاليا بشكل شبه تام، مشيراً إلى أن الأوضاع خلال الفترة القادمة ستكون أكثر تعقيدا ويصعب التكهن بنتائجها خاصة مع بروز أنواع أخرى من النزلة الموسمية والفيروسات التنفسية.
وكان الدكتور فتحي بطوط الأستاذ بمستشفى فطومة بورقيبة قد أطلق صيحة فزع بسبب الوضع الصحي الخطير الذي أصبح يخيم على كامل الجمهورية نتيجة لعدم توفر التجهيزات و المعدات الضرورية لإسعاف مصابي كوفيد ـ 19 و أهمها الأسرّة المجهزة بالأوكسيجين التي يحتاجها المريض كثيرا حتى لا تتعكر حالته أكثر ويصل إلى غرفة الإنعاش.
نقص في التجهيزات
طبياً، يتولى جهاز التنفس الاصطناعي عملية التنفس في الجسم عندما يتسبب مرض كوفيد ـ 19 في الفشل التنفسي إثر التهاب حاد في الرئتين فيمضي بالتالي المريض وقتا لمكافحة العدوى والتعافي وتخطي عتبة الموت ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يتعافى 80 بالمائة من المصابين بمرض كوفيد ـ 19 الذي يسببه فيروس كورونا من دون الحاجة إلى علاج في المستشفى الا ان نسبة واحد من بين كل ستة أشخاص تتفاقم حالته ويمكن أن يعاني من صعوبة بالغة في التنفس.
ورغم التعتيم الإعلامي الكبير من قبل مصالح الصحة العمومية في ما يتعلق بنقص هذه التجهيزات والمعدات الضرورية لاسعاف المريض في مراحل مرضه الأولى الا ان الصور المتداولة على صفحات المواقع الاجتماعية لمرضى يصارعون الموت على عتبة المستشفيات بسبب عدم توفر الأسرة هي حجج دامغة تكشف حجم المعاناة والمهانة التي يتعرض لها المواطن التونسي عندما تكشف التحاليل إصابته بالفيروس اللعين.
بقدر ما أثارت هذه الصور انتقادات لدى عموم الناس إلا أنها في المقابل تفصح عن التقاعس الكبير للحكومة المتخلية في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لدعم البنية التحتية للمستشفيات وتجهيزها بكل الضروريات وفي مقدمتها أجهزة التنفس الاصطناعي وذلك منذ الموجة الاولى لبداية انتشار الفيروس وقد كانت وقتها على اطلاع كبير بخطورة الوضع وعلى علم بموجة ثانية مرتقبة خلال هذه الفترة.
وقد زادت موجة الانتقادات خاصة بعد انتشار خبر وفاة احد الأطباء يوم 12 سبتمبر الجاري بفيروس كورونا حيث فشل الفريق الطبي في توفير سرير له بقسم الإنعاش فكانت هذه الحادثة بمثابة المنعرج الخطير في الحرب على فيروس كورونا وأثارت خوفا كبيرا في نفوس الناس فإذا لم يتوفر للطبيب سرير لانقاذه فما بالك بعامة الشعب.
من جهته، حرص مدير عام الهياكل الصحية بوزارة الصحة، “محمد مقداد”، في تصريحاته في الرد على هذه الانتقادات على نفي كل هذه الأخبار، مؤكدا بأن تونس لم تتجاوز طاقة استيعاب أسرة الإنعاش المخصصة لمرضى كوفيد ـ 19 ولم تبلغ مرحلة الاستغلال التام وما يزال 150 سرير شاغر من مجموع 440 سرير انعاش متوفر بالمستشفيات الا ان الواقع يقول عكس ذلك فبالقياس مع التزايد الكبير في حالات الإصابة بالفيروس نعتقد أن ما تبقى من أسرّة سوف لن يكون كافيا لاستيعاب الإصابات القادمة.
حجر صحي شامل
من الجدير بالذكر، أن العدد الإجمالي للإصابات في تونس بلغ 13 ألف و305 إصابات منذ بداية الجائحة. وبلغ عدد الوفايات جراء العدوى بالفيروس 180 وفاة، بعد تسجيل 6 وفايات جديدة.
وقد أعلن وزير الصحة فوزي المهدي اليوم الجمعة، أنه في حالة تواصل تردي الحالة الوبائية في تونس فإنه تقرر ما يلي بداية من الإثنين المقبل 28 سبتمبر 2020، تطبيق البروتوكولات بصف صارمة منع الارجيلة في جميع المقاهي رفع الكراسي من المقاهي. وبالنسبة لحفلات الأعراس تقرر أن لا يتجاوز عدد الحضور 30% من طاقة استيعاب القاعات.
وفي حال تسجيل 250 إصابة على 100 ألف ساكن فإنه سيقع تطبيق الحجر الصحي الشامل وإغلاق الفضاءات العامة والخاصة لمدة لا تقل عن أسبوع وفرض حظر الجولان ليلا. كما أضاف أنه تقرر أيضا إغلاق المناطق الموبوءة ومنع التنقل خارجها، مع معاقبة مخالفي البروتوكولات الصحية المعتمد.
كما سيتم فرض حظر للتجوال ليلا في كامل تراب الجمهورية التونسية، في حال تطور الوضع الوبائي فإنه تقرر.