تشكل الأحداث الجارية في فرنسا اليوم منذ استخدام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تسمية “الانفصالية الإسلامية” في خطابه الأول إلى مقتل مدرس التاريخ الفرنسي “صموئيل باتي” على يد طالب شيشاني بعد قيامه بعرض الرسوم الكاريكاتورية على طلابه بعد أن طلب من الطلاب المسلمين الخروج، وهي الرسوم التي سبق وأن رسمتها مجلة “شارلي إيبدو” التي سبق وأن أثارت جدلاً عالمياً واحتجاجات إسلامية.
نشهد اليوم النسخة الجديدة منها، خاصة بعد قيام الرئيس الفرنسي بالتصعيد خلال تشييع معلم التاريخ الذي قتل في جريمة بشعة ومدانة، فهي جريمة. ونقطة على السطر دون إلحاق أي صفة بها ودون إتباعها بأي كلمات تبريرية من نوع، لتبدأ في العالم الإسلامي حملة ضد ماكرون والسياسة الفرنسية وصلت حد بدء حملة مقاطعة غير منظمة للبضائع الفرنسية، أعقبها هجوم على الكنيسة في نيس ثم إطلاق الرصاص على كاهن في مدينة ليون، ليعود بعدها الرئيس الفرنسي ويخاطب العالم الإسلامي من خلال قناة الجزيرة محاولاً تهدئة الأمور، بإعلانه أنه لا يؤيد الرسوم بل يدافع عن حرية التعبير في بلده، وأنه ليس ضد الإسلام كديانة بل ضد المتطرفين الإسلاميين، لنكون في نهاية المطاف أمام مشهد عياني يوفر لنا مشاهدة مباشرة وحيّة للمسألة المعقدة المطروحة على بساط البحث عالمياً منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ومنذ بدء الجهاد السلفي في أفغانستان والذي كان مدعوماً من الدول المركزية الغربية التي تشن اليوم نفس الحملة ضد الإسلام، وهي السردية التي تعززت مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١.