رات مجلة ناشيونال إنترست الأميركية أن إيران ستعتمد بشكل أكبر على وكلائها خلال الأشهرة المقبلة، في إشارة إلى ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وأضافت المجلة في تحليل لها أن الهجمات الإيرانية على مستوى الشرق الأوسط، تشير إلى وجود نظام يتبعه الوكلاء في تنفيذ ضرباتهم، والتي قد تخدم أهداف طهران في الخارج من جهة، وفي الداخل من جهة أخرى، بتشتيت استياء المواطنين عما يحدث داخل البلاد، خاصة في ظل ظهور احتجاجات في أكثر من مدينة إيرانية خلال الفترة الماضية.
المجلة قالت بحسب “الحرة”: في العراق ربما بدأت الميليشيات المدعومة من إيران بفقدان بريقها وهو ما تسبب بخسارة مقاعدهم البرلمانية في الانتخابات الأخيرة في العراق، ولكنهم ما يزالون يعتقدون بأنهم مسيطرون لدرجة مهاجمة منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في نوفمبر 2021، فيما استطاع وكلاء إيران في العراق وسوريا امتلاك أسلحة فتاكة ومتطورة، كما تمكن الحوثيون من تصعيد الحرب في اليمن باستخدامهم أسلحة أكثر تطورا، والتي لا تستهدف القتال داخل البلاد فقط، بل يمكنها استهداف مصالح حيوية في السعودية والإمارات.
المحلل السياسي، حسين روريان، يرى أن “إيران لا تقوم بخطوات تصعيدية خلال هذه الفترة، وأن من يقوم بالتصعيد هم جهات أخرى مثلما يحصل في حرب اليمن، حيث تقوم السعودية بالتصعيد ومهاجمة أهداف في اليمن”.
وأضاف في حديث أن “استهداف أبوظبي بهجمات باستخدام طائرات مسيرة عن بعد، جاءت بعد مهاجمة ألوية العمالقة المدعومة إماراتيا لمواقع حيوية لميليشيات الحوثي، ولهذا ليس هناك تصعيد إيراني، بل هناك اشتباك بين أطراف متنازعة في الصراع”، حسب تعبيره.
وشن المتمردون الحوثيون اعتداء استهدف أبوظبي مؤخرا أوقع ثلاثة قتلى باستخدام،صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت صهاريج لنقل الوقود، كما تسبب الهجوم بحريق في صهاريج نقل محروقات بترولية قرب خزانات “أدنوك”، شركة أبوظبي النفطية، بالإضافة إلى حريق في منطقة الإنشاءات في مطار أبوظبي.
من جانبه اعتبر المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي “أن إيران بدأت تخسر على كل الجبهات المختلفة أكانت السياسية أو العسكرية، أكان في اليمن أو العراق أو سوريا، ولهذا هي تقوم بخطوات تصعيدية”.
وأوضح في أن “جماعة الحوثيين تتعرض للخسائر في اليمن، وهذا ما يعني خسارة إيران في الملف اليمني، وهو ما دفعها إلى محاولة التصعيد العسكري بضرب أهداف في أبوظبي”، إلا أن روريان يرى أن “مثل هذه الاشتباكات ربما يعقد المشهد في المنطقة، وأن كلا من إيران والسعودية يحتاجان إلى تفاهم فيما بينهما، وربما لا بد من الاستمرار في المباحثات التي كانت تجري بوساطة بغداد”.
ويختلف روريان مع ما جاء في التحليل بأن إيران تريد توجيه أنظار المواطنين في إيران نحو الخارج لتشتيت انتباههم عما يحصل في الداخل، لافتا إلى أن ما يحدث على مستوى المنطقة ما هو إلا في إطار “الفعل ورد الفعل” بين الأطراف المختلفة وأن حلفاء إيران “عادة ما يكونون في موقف رد الفعل”.
بدوره يؤكد آل عاتي أن “الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات المتحالفة مع إيران ما هي إلا محاولات من أجل التحشيد الإعلامي الداخلي، وهذا ما يعني أن وكلاء طهران في أضعف حالاتهم حاليا”.
من جانبه أوضح المحلل السياسي، المتخصص بالشأن الإيراني، علي رجب “أن الشعب الإيراني أصبح يدرك طبيعة السياسة الخارجية لطهران، وكان ذلك واضحا في التظاهرات التي رفعت لا غزة ولا بيروت ولا سوريا، وأن الشعب الإيراني هو الأهم، وهو إشارة لرفض الشعب توجيه أموال الدولة الإيرانية إلى مشاريع النظام الخارجية”.
وأكد رجب أن “التصعيد يأتي لإرسال رسائل عدة لدول الخليج والولايات المتحدة وإسرائيل كل على حدة ، أن إيران قادرة على الردع وتوجيه ضربات لأهداف ومصالح خليجية وأميركية في المنطقة، وهي رسالة ردع وتحذير لإسرائيل في حال إقدامها على مهاجمة إيران”.
وأضاف في حديث أن تحركات وكلاء إيران “رسالة للاقتصاد العالمي بأنه سوف يعاني وأن مصادر الطاقة مهددة نظرا لأهمية منطقة الخليج كممر للنفط، وباب المندب كممر عالمي للتجارة أي تهديد الملاحة الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر عبر الحرس الثوري أو الحوثي في اليمن، مشيرا إلى أن رسائل إيران من خلال وكلائها “تحمل تحذيرا للسعودية والتحالف العربي بأن صنعاء خط أحمر لطهران، وضرورة منع تقدم قوات الجيش اليمني وألوية العمالقة نحو مناطق سيطرة الحوثي وتأمين المصالح الحوثية في الحديدة”.
ويرى رجب بسلوكيات الميليشيات المتحالفة مع إيران “رسالة لدول الخليج والدول العربية في عدم الهرولة لبناء علاقات مع بغداد، أو عودة العلاقات العربية السورية لإبقاء نفوذ إيران قويا في هذه الدول”.