حمزة رستناوي
الملخص التنفيذي:
ليست المعجزة من لوازم الدين، وليس الاعجاز القرآني ضمناً من أركان الايمان؛ فالمُعجزات التي جاء ذكرها للأنبياء في القرآن الكريم كانت في سياق قصصي ولغاية التعليم والاعتبار والارشاد، وبما يتناسب مع ثقافة المجتمعات المعاصرة للنبوة آنذاك. ولقد رفض النبي محمد ﷺ نفسه لمبدأ المعجزات بمواضع مختلفة من القرآن الكريم. ثم لنتساءل أين تتجلى قدرة الله أكثر في (معجزة الموبايل) أم معجزة هدهد سليمان؟! هل جماليات اللغة دليل على المصدر الالهي للكلام والنصوص؟ وإلى أي درجة يمكن اعتبار البلاغة اعجازا؟
لذلك لا يمكن إدراك المُطلق إلا على نحو نسبي. فالله ﷻ ليس الله بمُنفصل عن العالم، كما أن العالَم ليس هو الله، وقدرة الله ليست إلا قوانين الكون وانتظام الطبيعة البديع، ولا ينبغي وضع قدرة الله في سياق مُنفصل أو مُناقض لقوانين الكون وانتظام الطبيعة. فقدرته ﷻ تسري في المشاعر فيختلج في صدرنا شعور الدهشة والرهبة الغامضة؛ الله هو الروح التي تسري في العالم ليكون له معنى! برهان رسالة الاسلام – وأي اعتقاد ديني آخر- هو داخلي وليس خارجي، هو إيماني وليس علمياً على طريقة العلوم، برهان رسالة الاسلام هو في انسجامها مع السنن الكونية وقوانين العالم، وليس في خرقها لهذه السنن والقوانين! إنّ مِصداق وأهمية الاسلام كرسالة يكمن في خطابه نفسه، وما يريد قوله للناس بما ينعكس صلاحا للمؤمنين والتزاما بأولويات الحياة والعدل والحرية.
هذه الدراسة تناقش ذلك كله من خلال المحاور التالية:
- مفهوم المعجزة.
- هل المعجزات والاعجاز القرآني من أركان الايمان؟
- النبي الكريم يرفض مبدأ المعجزات!
- نقد التفكير الاعجازي
- من هدهد سليمان إلى معجزة الهاتف الجوال!
- الاسلام وقصور برهان المعجزات؟
- المعجزات المنسوبة للنبي
- هل توقفت المعجزات بمجيء نبوة محمد؟
- رأي المعتزلة في المعجزات
- القرآن ومعجزات الأمم السابقة
- مناقشة آيات الاعجاز والتحدي في القرآن الكريم!
- تفسير النصوص في سياق مُعجز (الاسراء والمعراج- انشقاق القمر)
- حول معجزة القرآن، هل القرآن الكريم كتاب معجز؟ لمن؟ ولماذا؟