الملخص التنفيذي
يعاني المجتمع الإسلامي العربي من مأساة حقيقية؛ تكمن داخل جهله المقدس الذي صُنع بعقول شيطانية كهنوتية! أدت إلى إعادة إنتاج أزماته عبر القرون، وكانت الحركات الإصلاحية دائماً ما تُجابه من قبل المنتفعين من أزمات هذا المجتمع؛ سواء من السلطة السياسية المستبدة التي يشكل تجهيل الشعوب وتغييبها أكبر أركان قيامها، أو السلطة الدينية الغاشمة التي تحيط بها، حيث تقوم الأخيرة بإصدار فتاوى التكفير والردة بحق المفكرين والمصلحين؛ الذين يحاولون التفتيش في ذلك السمّ المعسول الذي صار يشكل الفكر المُتبنى لدى عوام المجتمع الإسلامي؛ الذي أنتج له أزماته التي يعيشها اليوم، فمحاكم القضاء المدنية العربية اليوم في الدولة الحديثة؛ حظيت بإرث محاكم التفتيش من العصور المظلمة، وأخذت تمارس الاستبداد الفكري ضد المثقفين والمتنورين وتقاضيهم بتهمة ازدراء الأديان وتجرمهم بهدم ثوابت التراث؛ أو ما يزعمون أنه ثوابت الدين، أو بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة؛ حتى تحولت هذه التهمة إلى كابوس يطارد المفكرين والمتنورين عند أي مقاربة نقدية لأفكار هذه المجتمعات البائسة.
سنحاول في هذه الورقة مناقشة المسألة من خلال المحاور الآتية:
- سنّة تحريف الرسالات
- الإصلاح وإعادة تفعيل التكريم الإلهي لبني آدم
- الانفتاح الفكري دليل التمدن المجتمعي (ماورائيات النص القرآني)
- ظلامية الاستبداد الفكري وظهور محاكم التفتيش
- ما هو ازدراء الأديان؟
- ازدراء الأديان أم ازدراء دين؟!
- إشكالات حول تهمة ازدراء الأديان
- تكوين المجتمع الأحادي وإنتاج التعصب
- عباءة القداسة من الدين إلى التراث
- حرية النقد مقابل حرية الممارسة
هذه المادّة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المركز.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مركز أبحاث ودراسات مينا.