تتزايد المؤشرات الداعمة لفكرة قيام تحالف عربي إسرائيلي في مواجهة إيران وذلك مع تعثر التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران حول الملف النووي، وظهور دلائل على التقارب بين تل أبيب والرياض. وكان مائير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، قد صرح في شهر يونيو 2022، بأن منطقة الشرق الأوسط في حالة تنظيم جديد تطمس فيه الحدود بين الدول. (1)
وتم مؤخراً الكشف عن مقترح قانون مقدم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس يطالب البنتاغون بالعمل مع إسرائيل والعديد من الدول العربية لتعزيز الدفاعات الجوية؛ لإحباط التهديدات الإيرانية. بموجب مشروع القانون، يجب على البنتاغون تقديم إستراتيجية تحدد “نهجًا لنظام دفاع جوي وصاروخي متكامل” في غضون 180 يومًا من تاريخ الموافقة عليه. وذلك على أمل أن تقوم هذه الدفاعات بحماية كل من السعودية وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن وإسرائيل، بشكل أفضل، في مواجهة صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والأنظمة الجوية المأهولة وغير المأهولة والهجمات الصاروخية من إيران.
توسع السعودية من جهتها محادثاتها السرية مع إسرائيل لبناء علاقات تجارية وخلق ترتيبات أمنية جديدة، هو ما من شأنه تسريع قيام هذا التحالف العسكري الذي لا يمكن تخيله بشكله القوي والمؤثر من دون السعودية، على اعتبارها أكبر دول الخليج ومن بين أكثر الدول تاثيراً في العالم الإسلامي.
وتسعى إسرائيل بشكل قوي من أجل تعزيز علاقاتها الأمنية مع الدول العربية، وهذا ما يعطي انطباعاً بأنها ستقود التحالف العسكري المتوقع، لكن قدرتها على لعب دور القائد مازالت موضع شك، خاصةً مع احتمال انضمام دول تمتلك جيشاً قوياً مثل مصر، أو لديها إمكانيات مالية وجيوسياسية كبيرة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، هذا بالإضافة إلى أن هذا التحالف سيكون غالباً مرتبطاً بشكل دائم مع الولايات المتحدة الأميركية، ودول غربية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا اللاتان تسعيان إلى لعب دور في المنطقة.
تحاول هذه الدراسة الإجابة على تساؤلات، هل بات التحالف العربي ـ الإسرائيلي المدعوم أميركياً على وشك التشكل؟ وسط أنباء عن احتمال تراجع الجفاء بين محور الرياض-أبو ظبي والإدارة الأمريكية، ومن هي الدول التي قد تنضم إلى هذا التحالف؟ وما هو موقف الدول الأخرى التي لا ترى في إيران تهديداً مباشراً لأمنها؟
هل نضجت الأجواء لنشوء تحالف عسكري عربي- إسرائيلي؟
لا بد أن إسرائيل تنظر إلى معاهدات السلام ومذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون الأمني والعسكري التي تم التوصل إليها مع عدد من الدول العربية، كخطوات على طريق إقامة تحالف إقليمي عسكري مناهض لإيران ووكلائها، حيث باتت إيران تشكل التهديد الأكبرلإسرائيل خلال السنوات الأخيرة.
وفي تعليقه على التعاون الأمني الناشئ بين إسرائيل وبعض الدول العربية، قال مسؤول أمني كبير: “إن ناتو جديد في الشرق الأوسط يتشكل أمام أعيننا”. (2)
وتشير العديد من التحليلات إلى أن هذا التحالف بات ضرورة ملحة في ظل الإنسحاب الأميركي من المنطقة، ورغبة واشنطن في رؤية حلفائها وهم يعتمدون على قدراتهم الدفاعية الذاتية، بما يوفر لها تقليص مجهودها العسكري في المنطقة، مع تجنب سيناريوهات مأساوية تزيد من تراجع ثقة حلفاء واشنطن بمدى جدية التزامها بأمن حلفائها، والذي بلغ ذروته مع انسحابها المفاجئ من أفغانستان.
وبنفس الوقت فإن حلفاء واشنطن لا يرغبون بالاعتماد على واشنطن لفترة طويلة في حفظ أمنهم، فكل من إسرائل ودول الخليج، استشعروا خطورة الأمر، بعد الرد الأمريكي الضعيف من جانب السعودية على الهجمات الحوثية التي قصفت شركة أرامكو في السعودية عام 2019.
من هو الأوفر حظاً في قيادة التحالف؟
يبدو أن إسرائيل تأمل في أن تكون المرساة الدفاعية الجديدة للمنطقة كنتيجة للإنسحاب الأمريكي، لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال في تصريحات صحفية: “هذا في الواقع ما يجري ويمكننا أن نساهم في أمن بعض أهم البلدان في المنطقة”، لكنه استدرك بأن إسرائيل لا يمكن أن تكون الولايات المتحدة، فإسرائيل دولة صغيرة وليست قوة عالمية أو شرطة عالمية.
تكمن أهمية إسرائيل في قدرتها على تزويد الدول القريبة جغرافياً من إيران بأنظمة إنذار واعتراض متطورة مضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار، ويمكنها تثبيت أنظمة إنذار ورادرات في تلك الدول، لتحصل على معلومات حول توقيت إطلاق الصواريخ من إيران.
ومن المعروف أيضاً أن إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية كبيرة، ومعرفة واسعة في تصنيع وتطوير الأسلحة، وهي قادرة على نقل هذه المعرفة إلى الدول المتحالفة معها، والتي تمتلك الإمكانيات المادية والبشرية لتكريس هذه المعرفة في تطوير شكل من الصناعات الدفاعية المشتركة، كما تحصل إسرائيل على أحدث الأسلحة الأميركية من المقاتلات والأنظمة دفاعية، التي لا تقوم ببيعها لبقية دول المنطقة بسبب تعهد واشنطن بالحفاظ على “التفوق العسكري” الإسرائيلي في الشرق الأوسط. وهو ما يعطي مشاركة إسرائيل في هذا التحالف ثقلاً عسكرياً وتفوقاً على بقية الدول التي قد تنضم إليه (3)
وطالب الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور في مقالة له بصحيفة (يسرائيل هيوم) الإسرائيلية 27 يناير 2022، بأن تحل إسرائيل محل الولايات المتحدة في حماية دول الخليج العربي. وقال ليمور إن الوقت مناسب لذلك، فالولايات المتحدة بدأت تنسحب من الشرق الأوسط، والحوثيون في اليمن يطلقون صواريخ تؤذي الإمارات والسعودية، بجانب ترقب اتفاق نووي مع إيران، مشيرًا إلى أنه على تل أبيب التقدم وملء الفراغ.
ويرى الخبير العسكري أن الانسحاب الأمريكي من الخليج يمنح إسرائيل فرصة لأخذ محلها وزيادة نفوذها ويخلق تحالفات في وجه إيران، لافتًا -في الوقت ذاته- إلى أن “ضعف الولايات المتحدة يسبب أيضًا ضررًا لتل أبيب ويسعد أعداءها، ويمنح دولًا أخرى فرصة للتعاون مع إيران”.
وخلص الخبير إلى أنه من الأفضل أن تقوم إسرائيل أيضًا بمنح تراخيص لبيع القدرات السيبرانية الهجومية في الخليج، لأن عدم القيام بذلك، سيعني التوجه إلى الاعتماد على التكنولوجيا الصينية، هو ما يشكل صيغة غير مرضية لإسرائيل، لأن إضعاف الأميركيين مضر لإسرائيل ، ومفيد لأعدائها.
لكن خلافاً لما ورد أعلاه، يرى مراقبون ما زالت تعتمد على الولايات المتحدة بشكل كبير، على الرغم من قدراتها العسكرية المتقدمة، وهو ما يشير عدم قدرة إسرائيل على لعب دور قيادي مطلق في هذا التحالف العسكري المحتمل، وإنما سيعتمد ذلك بشكل كبير على رؤية الولايات المتحدة الأميركية، وفي أحد الأمثلة التي تشير إلى اعتماد إسرائيل على الأسلحة الأميركية، قالت صحيفة ( يدعون أحرونوت ) الإسرائيلية في 12 ديسمبر من العام الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي طلب من وزارة الدفاع الأميركية تقديم موعد تزويده بطائرتين لإعادة التزود بالوقود جوا، بهدف الاستعداد للهجوم على إيران، لكن الرد الأميركي كان سلبيا.
وتعتمد إسرائيل إلى حد كبير، على مساعدة الولايات المتحدة المالية من أجل تحسين قدراتها الدفاعية، ففي عام 2020 منحت الولايات المتحدة مساعدات مالية لإسرائيل قدرها 3.8 مليار دولار، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد وضعته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وكل هذه المساعدات تقريبا تُخصص لأغراض عسكرية. ويأتي هذا الدعم كجزء من اتفاق وقعه أوباما عام 2016، يمنح إسرائيل حزمة مساعدات قيمتها 38 مليار دولار خلال عقد كامل ما بين 2017 و2028، بحسب ما ذكر موقع (BBC) البريطاني في 24 مايو 2021.
مصر قد لا ترغب في الإنضمام
بحسب مقال لرونالد س. لودر هو رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، قد يكون الأعضاء المؤسسون لهذا التحالف الجديد – منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط (MEDO) – دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لديها بالفعل معاهدة أو علاقة مفتوحة مع إسرائيل: مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان و المغرب، وعبر عن تفاؤله بأن الدول العربية الأخرى قد تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم في القريب العاجل، وأضاف أنه يمكن لـ MEDO أيضًا متابعة العلاقات الوثيقة مع اليونان وقبرص وبعض الدول الأفريقية ، بهدف حماية استقرارها وتشجيع التنمية الاقتصادية السريعة. (4)
إن انضمام مصر لهذا التحالف، والتي تملك أقوى جيش عربي بحسب تصنيف “غلوبال فاير باور” لعام 2021، وتحتل المرتبة 13 في قائمة أقوى جيوش العالم، متفوقة على إسرائيل التي تحتل المرتبة 20، يجعل لمصر مكانة أفضل في هذا التحالف، إلا أن الدافع الإسرائيلي المتمثل بالخطر الإيراني يجعلها أكثر حماساً للمشروع من مصر التي لا تنظر إلى إيران كخطر مباشر كبقية دول الخليج العربي، كما أن الدعم السياسي الغربي الذي تحظى به إسرائيل وتفوقها في مجال الصناعات الدفاعية الأمنية مثل القبة الحديدية وأنظمة الإنذار المبكر التي تتزايد الحاجة إليها مع لجوء إيران وحلفائها إلى استخدام الطائرات من دون طيار والصواريخ طويلة ومتوسطة المدى، يجعل لإسرائيل أهمية أكبر في هذا التحالف العسكري المحتمل.
تطورات في الموقف السعودي
يتزايد الحراك خلف الكواليس بين الدبلوماسيين الإسرائيليين والسعوديين، وتشير الأنباء إلى أن الرياض استطلعت آراء الجمهور السعودي، وخاصة الشباب، وشهدت فيه “تغيرا كبيرا” باتجاه دعم إقامة علاقات مع إسرائيل. (5)
وفي 24 مايو الماضي، قال وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، إن “الرؤية السعودية تقول إن التطبيع سيحصل في نهاية المطاف”. وأضاف أن “التطبيع سيجلب فوائد جمة للجميع، لكننا لن نستطيع أن نحصد تلك الفوائد بدون أن نذكر القضية الفلسطينية، ولقد رأينا في الأسابيع الماضية مؤشرات واضحة إن عدم حل هذه القضية سيكون دائما سببا لعدم استقرار المنطقة”.
ويبدو أن سلسلة الخطوات السياسية والعسكرية والاقتصادية السرية يمكن أن تسرع جهود البناء الطويلة لإنهاء الصراع بين بلدين يشهدان تهديدا مشتركا في إيران لكن الأمر قد يستغرق سنوات، حتى تشهد المنطقة توقيع اتفاق سلام بين الطرفين.
وبمساعدة إدارة بايدن، تحاول كل من السعودية وإسرائيل الوصول إلى اتفاق يمكن أن يمنح الطائرات التجارية حقوقا موسعة للتحليق من إسرائيل فوق المملكة ويمهد الطريق أمام السعودية للسيطرة الكاملة على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر، هما تيران وصنافير، وفقا لأشخاص مطلعين على الجهود. كما أن إيران، والتعثر في الاتفاق النووي الخاص بها يمنحان السعودية زخما أكبر لدى الإدارة الأميركية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مؤخرا، بأن مسؤولا إسرائيليا رفيعا زار مؤخرا المملكة وأن “الاجتماع عقد مؤخرا في قصر بالرياض، وشمل استقبالا حارا للمندوب الإسرائيلي”، وفق موقع “تايمز أوف إسرائيل”. وذكر الموقع أن “الجانبين ناقشا المصالح الأمنية الإقليمية التي ازدادت خلال السنوات الأخيرة نتيجة التهديدات المشتركة التي تمثلها إيران”.
هل يخيف هذا التحالف إيران؟
قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع: “عندما يتحركون خلسة نحونا ويحاولون ترسيخ أنفسهم على حدودنا الشمالية، فإننا نفعل الشيء نفسه. وتمتلك إسرائيل حاليًا سيطرة كبيرة في بضع نقاط حول إيران. هذا يغير قواعد اللعبة “.
إن الأقتراب الإسرائيلي من إيران، من خلال التواجد في قواعد بدول الخليج وفي المياه الإقليمية، يمكن أن يحل واحدة من أصعب النقاط الشائكة في أي خطة إسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإيرانية – وهي المسافة التي قد تستلزم إعادة التزود بالوقود في الجو من أجل تمكين وجود جوي مكثف فوق إيران. من الناحية النظرية على الأقل، يمكن أن يشكل الهبوط والتوقف للتزود بالوقود بالقرب من إيران تغييرًا استراتيجيًا دراماتيكيًا في قواعد اللعبة، وإيران تدرك ذلك جيدً، ولذلك فهي تراقب التحركات الإسرائيلية بحذر.
خلال زيارته إلى البحرين ، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس موقف إسرائيل بشكل واضح. كتب في مقال افتتاحي قصير بالإنجليزية: “تمامًا كما تحتفظ دولة إسرائيل بالحق في تأمين مواطنيها وأصولها وأراضيها ، فإننا نقف إلى جانب شركائنا وندعم حقهم في الدفاع عن سيادتهم وأمنهم”.
ومن الواضح أن إنشاء تحالف يتألف من إسرائيل والدول السنية المعتدلة سيشكل تغيراً قوياً في التوازن الاستراتيجي لن يتمكن أي شخص في المنطقة من تجاهله، هو ما تراقبه طهران بقلق.
استنتاجات
ـ يعتمد مشروع التحالف العسكري بين إسرائيل والدول العربية، على مدى رغبة الولايات المتحدة في الضغط على الدول المتردة، لكن يبدو أن القرار الأمريكي قد اتخذ منذ إعلان البنتاغون بداية العام الفائت إعادة تنظيم كبيرة لإدخال إسرائيل – لأول مرة – داخل القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (Centcom) إلى جانب الدول العربية، حيث تنتمي إسرائيل أصلاً إلى القيادة الأوروبية للجيش الأميركي(Eucom).
ويُنظر إلى قرار إدخال إسرائيل إلى القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط – من وجهة نظر واشنطن – على أنه تتويج لجهود دفع الدول العربية إلى التطبيع العلني مع إسرائيل، حيث تساعد هذه الخطوة في إضافة التطبيع العسكري إلى التطبيع السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي بدأ رسميًا في سبتمبر من العام 2020.
ـ إن فكرة الناتو العربي أو ناتو الشرق الأوسط، تواجه تحديات أبرزها عدم اتفاق الدول التي من المفترض انضمامها إلى التحالف على تحديد إيران كمصدر تهديد رئيسي لها، فبينما ترى السعودية والإمارات والبحرين أن إيران الخطر الأكبر على أمنها و يجب مواجهته بكل السبل، لا تجد دول خليجية وعربية أخرى ذلك، مثل قطر وسلطنة عمان والكويت ومصر والمغرب والسودان، وبناء عليه فإن هذا التحالف العسكري قد لا ينطوي على نفس حماس وتوجهات الدول الأعضاء والتزامها وهو ما سيؤثر على قرارات وتحركات قوات هذا التحالف ويجعله معرضاً للانقسام في أي لحظة.
ويرى السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر تسيفي مزال، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، “لديه مشاكل داخلية عديدة لا تجعل التهديد الإيراني ذا أولوية بالنسبة له، فهو يحارب التنظيمات الإسلامية بسيناء، ويسعى لتحسين الأوضاع الاقتصادية، ويرغب بتثبيت أركان حكمه، وإيران بعيدة جغرافيا عن مصر، وتمتنع عن مهاجمتها كدول الخليج، ولذلك لا يوجد سبب لزيادة التوتر معها”.
المصادر:
- (وول ستريت جورنال) 10 يونيو 2022.
- (al-monitor) في 4 فبراير 2022
- (Gulf International Forum) 25 أكتوبر 2020
- (arabnews) 1 مارس 2021
- (الحرة) 7 يوينو 2022
- (Jerusalem Center For Public Affairs) في 17 أبريل 2019
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مركز أبحاث ودراسات مينا.