أفادت وسائل إعلامية إيرانية معارضة، يوم السبت، بخروج مظاهرة حاشدة ضمت آلاف المواطنيين من أبناء مدينة “لردغان” بمحافظة “جهار محال وبختياري”، وبذلك بهدف دعم سكان قرية “شنار محمودي” الواقعة غربي إيران في احتجاجاتهم ضد السلطات.
وأشارت مصادر محلية، إلى ان شبان غاضبون أقدموا على إضرام النار في مقر القائم مقام لمدينة “لردغان” وكذلك الامر في مكتب إمام الجمعة، وممثل خامنئي فضلاً عن عدد آخر من المقرات الحكومية.
التظاهرات التي شهدتها المدينة، كانت قد اتسعت رقعتها من مقر القائم مقام ، وصولاً إلى مبنى دائرة الصحة، وذلك قبل أن تنتقل لمرحلة المواجهة مع قوات الأمن والشرطة في المنطقة.
تصدي وحشي
مصادر إعلامية إيرانية معارضة، أكدت أن قوات الأمن والشرطة قامت بشن هجوم على المتظاهرين، حيث أطلقت النار عليهم، بالإضافة لاستخدام الغاز المسيل للدموع، الامر الذي تسبب بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين، في حين قام المحتجين برشق العناصر الأمنية بالحجارة وذلك دفاعاً عن أنفسهم لا سيما بعد القمع الذي تعرضوا له.
ولفتت المصادر إلى أن المحتجين لدى خروجهم في هذه التظاهرة، رددوا هتافات مختلفة منها “الموت للديكتاتور” و”لا تخافوا، كلنا يد واحدة”، و”أين الغيرة على صحتنا أيها المسؤول غير الكفؤ”، يبدو في محاولة منهم لتحريك أكبر عدد ممكن من الشارع الإيراني ضد ما أسموه الفساد والقمع الذي يتعرضون له في البلاد.
وانطلقت المظاهرات منذ الأسبوع الماضي ، والتي كانت قد بدأت منذ الأربعاء الماضي، حيث شاركت النساء فيها، ولعبت دورا مهماً في هذه التظاهرات، وخلال الاحتجاجات حطم المتظاهرون الإيرانيون، واجهة مبنى دائرة الصحة في قرية “شنار محمودي”، في حين أقدموا على إغلاق الطريق الذي يصل إلى القرية، فيما بدا أنها محاولة منهم لمنع وصول التعزيزات الأمنية إلى المنطقة.
اقتصاد منهار
في ظل الاوضاع الاقتصادية التي تعاني منها إيران، يحاول النظام البحث عن مخرج لأزمته من خلال اللجوء إلى الاتحاد الأوراسي، حيث ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن الرئيس “حسن روحاني” طالب من قادة الدول الأعضاء في اتحاد أوراسيا الذي يضم كلاً من “روسيا وبلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيستان” بتنشيط العلاقات التجارية مع طهران، رغم أنها ليست عضواً في هذا الاتحاد الاقتصادي لكنها تحضر بعضاً من جلساته.
وذكر مركز الإحصاء والمعلومات الاستراتيجية التابع لوزارة التعاون والعمل والرفاهية الاجتماعية في إيران، خلال تقريراً جديداً، تناول الأوضاع المعيشية للمسنين داخل البلاد، أكد أن 20% من المسنين في إيران تحت خط الفقر.
كما أشار التقرير إلى أن أكثر من مليون مسن في البلاد يضطرون للعمل لتدبير المتطلبات المعيشية اليومية، بسبب انكماش قيمة المعاشات التقاعدية تبعا لإرتفاع مؤشر التضخم الجامح في إيران، لافتاً إلى أن ارتفاع نسبة البطالة دفعت العديد من العمال وصغار الباعة الإيرانيين إلى الهجرة، باتجاه مناطق إقليم كردستان العراق.
واعترف عضو غرفة التجارة بالعاصمة طهران “علي شريعتي”، بوجود زيادة غير مسبوقة في أعداد العمال الإيرانيين الموجودين بحثاً عن وظائف بالعراق، خاصة في نطاق المدن الكردية.
وأوضح المسؤول الإيراني في مقابلة مع وكالة أنباء العمال الإيرانية “إيلنا” أن بعض هؤلاء العمال يحملون شهادات جامعية وأغلبهم من المحافظات الغربية مثل كرمانشاه، وكردستان إيران، وأذربيجان.
يأتي ذلك، في وقت أظهرت فيه بيانات إيرانية حديثة، هبوط معدل صادرات المكثفات الغازية إلى حاجز الصفر تقريباً، وذلك نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ العام الماضي.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.