علاء الدين خطيب
نشرت النيويورك تايمز، في 25 حزيران/ يونيو 2018، تقريراً يتضمن دراسة استقصائية للأدلة المتوافرة حول الهجوم الكيماوي على دوما في 7 نيسان/ أبريل هذا العام.
قام بالتحقيق عدد من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في السلاح الكيماوي، إضافة إلى التعاون مع وكالة Forensic Architecture البحثية في جامعة لندن، ومع مجموعة التحقيق Bellingcat.
استفاد التحقيق من عدد من الأدلة والفيديوهات المسجلة من قنوات روسية إخبارية، ومن فيديوهات ناشطين كانوا في مكان الحدث. ومن ثم أجريت عمليات مقارنة دقيقة بين التسجيلات المتاحة كلها، للوصول إلى تصور حول ما حصل. استخدم التحقيق تقنية “الواقع المعزز Augmented reality”، وهي تقنية حاسوبية متطورة تعتمد على إعادة تشكيل الحدث في فضاء ثلاثي الأبعاد باستخدام الحاسوب.
خلاصة تقرير النيويورك تايمز
في السابع من نيسان/ إبريل 2018 رُميت قنبلة كيماوية على شرفة بناء متعدد الطبقات في دوما، بالقرب من دمشق، ما أدى إلى مقتل 34 ضحية على الأقل.
حملت الولايات المتحدة والأوروبيون مسؤولية القصف الكيماوي لنظام الأسد. لكن النظام الأسدي وحلفاءه الروس نفوا الاتهامات كلها.
أظهرت التحقيقات وأدلة عدة تناقض الرواية الأسدية والروسية وفي ما يأتي بعض منها:
التسنّنات أو التشظي الظاهر على أنف القنبلة، وآثار الشبكة المعدنية التي كانت تغطي الشرفة على جسم القنبلة، وبقايا التحزيم المتناثر بين الحطام، تؤكد جميعها أن القنبلة ألقيت من طائرة؛ وبما أن النظام الأسدي هو الوحيد الذي يملك طائرات في هذه المنطقة، فمن المستحيل أن تستطيع قوات المعارضة تزوير هذا المشهد.
من ناحية ثانية؛ يؤكد الصدأ الأسود استخدام الكلورين، فالصدأ يطابق ما يحصل للمعدن عند تعرضه للكلورين والماء.
صورة توضح محاكاة لمكان الهجوم
المصدر: نيويورك تايمز.
محاكاة الواقع المعزز
يمكن معاينة التمثيل ثلاثي الأبعاد لمكان الجريمة باستخدام الرابط الآتي (انقر هنا)، وذلك بتحريك الماوس فوق الصورة، إذ يمكن ملاحظة الأدلة السابقة على التتالي. لا يمكننا نقل المحاكاة إلى اللغة العربية، لكن باختصار يمكن توضيح تسلسل المحاكاة كالآتي:
المنظور الأول: الصور مأخوذة من تقارير روسية وتقارير ناشطين، وهو منظر قريب إلى القنبلة.
المنظور الثاني: صورة أوضح للقنبلة على الشرفة، إذ يتضح أنها ألقيت من الجو.
المنظور الثالث: صورة أقرب إلى أنف القنبلة، وتوضح كيف اخترق أنف القنبلة سطح الطابق الرابع من البناء.
المنظور الرابع: صورة أقرب إلى أنف القنبلة بعد تدويرها. ويمكن هنا رؤية الصدأ الناتج من تفاعل الكلور مع الماء.
المنظور الخامس: صورة أوسع للقنبلة، تظهر آثار الشبكة المعدنية على جسم القنبلة. (موضحة المحاكاة بلون سماوي).
المنظور السادس: صورة للقنبلة، توضح أثار التحزيم الذي يستخدم عادة مع هذه القنابل، إذ تظهر بقايا التحزيم بين الأنقاض، والصورة الصغيرة على يسار المحاكاة تظهر قنبلة مشابهة مع أحزمتها.
المنظور السابع: منظر من الأسفل للقنبلة، يظهر التجمد الذي يغطي السطح السفلي للقنبلة، ما يدل على أن حاوية الكلورين قد فرغت بسرعة بعد الارتطام.
صورة توضيحية للمنظورات السابقة، (ينصح برؤيتها على الرابط المشار إليه لمزيد من الوضوح).
تطبيقات محاكاة الواقع المعزز
استُخدِمت هذه التقنية في إعادة بناء مشهد قصف مسجد الجينة في ريف حلب الغربي في 16 آذار/ مارس 2017 من القوات الأمريكية. كذلك في محاكاة رمي متظاهرين غير مسلحين في أوكرانيا. ومحاكاة غرف التعذيب في سجن صيدنايا في سوريا.
هذه التطبيقات لمحاكاة الواقع المعزز ومن المعهد نفسه توضح أن شبهة التحيّز التي قد يجري الاختباء وراءها غير واردة؛ لكن مع ذلك في المأساة السورية الجرائم كلها تُرتكب، والمجرمون كلهم ينكرون.
الروابط:
مقال النيويورك تايمز
https://www.nytimes.com/interactive/2018/06/25/world/middleeast/syria-chemical-attack-douma.html
محاكاة الواقع المعزز