تتحدث الصحف الإخبارية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن احتمالية دخول العلاقة الروسية- الإسرائيلية، أزمة دبلوماسية كبيرة، ومن المرجح أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً فيها.
فالبرغم من الصداقة التي تجمع رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية “بنيامين نتينياهو” مع الرئيس الروسي “فلادمير بوتين”، إلاّ أن أزمة دبلوماسية تتجاوز حدود الصداقة لتصب فيما يبدو بالأمن القومي سوف تندلع، وعود الثقاب الذي يمكنه اشعال فتيل الازمة هما شاب روسي، وفتاة أمريكية إسرائيلية في عمر العشرينات.
ليس للقصة علاقة بالحب نهائياً، لكنها أزمة دبلوماسية حقيقية بدأت عندما اعتقلت السلطات الروسية قبل أشهر الإسرائيلية من أصول أمريكية “نعمة يسسكار” بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وقالت الصحافة الإسرائيلية: القضاء الروسي شدد الحكم الذي وصل إلى سبع سنوات ونصف، على “يسسكار” لتتمكن السلطات الروسية من استخدامها كورقة ضغط ضد إسرائيل لإطلاق صراح الشاب الروسي “أليكسي بيركوف” والمسجون في سجون الكيان بتهمة جرائم سايبر “جرائم الكترونية، وتهم خداع، ومن المتوقع أن يسلم الكيان الإسرائيلي “بيركوف” للأمن الأمريكي الأمر الذي تخشى روسيا أن يحدث.
ولأجل ضمان عدم وصول “بيركوف” إلى الأيدي الأمريكية تضغط روسيا على إسرائيل لإتمام عملية تبادل المسجونين.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر،الثلاثاء: “الجهات القضائية في إسرائيل قد أوضحت أنّ تبادل السجناء لم ينفذ لأنّها أوضحت بشكلٍ قاطعٍ أنّ لا إمكانية لمنع تسليم المواطن الروسي أليكسي بيركوف بعد أنْ قررت المحكمة العليا في إسرائيل بشكلٍ نهائيٍّ بتسليمه”.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية قولها: ” إنّه بعد لقاء نتنياهو وبوتين في سوتشي، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بوالدة نعمة وأبلغها بما حصل، وشدّدّ في المكالمة الهاتفيّة المذكورة مع الوالدة على أنّه سيُواصِل بذل كلّ مسعى مع السلطات الروسية لإطلاق سراح نعمة يسسكار وإعادتها إلى حضن عائلتها”.
وقدرت الصحف الإسرائيلية التخوف الروسي من وقوع “بيركوف” في يد الأمن الأمريكي لكنها تساءلت كثيراً عن سبب اختيار “يسسكار” كرهينة مبادلة ضمن هذه الصفقة، السؤال الذي لم يجب عليه الساسة الإسرائيليون، كما قالت الصحف الإسرائيلية.
وحذرت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى رفضت الكشف عن اسمها، أن هذه القضية قد تلحق ضررًا كبيراً بالعلاقات بين الدولتين وأيضًا قد تتطوّر إلى أزمةٍ دوليّةٍ، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب، حسب ما أفادت به الصحف العبرية اليوم.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية في هذا الموضوع: “قيام الروس باختطاف يسسكار الإسرائيليّة وحجزها كرهينةٍ وكرافعةٍ لإطلاق سراح المُواطن الروسيّ قد تدخل كتب التاريخ كأحد الرموز السوداء لأفول نجم نظام حكم بنيامين نتنياهو”، واصفة الرئيس الروسية وحكومته بـ ” فلاديمر بوتن ونظام حكمه يتصرّفان وفق القواعد التي يحتكِم إليها العالم السفلي وعصابات الإجرام المُنظَّم”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.