نشرت صفحة “خلية الإنقاذ والمتابعة” المعنية بشؤون اللاجئين السوريين في الجزر اليونانية فيديو قالت إنه لمخيم يحترق، يقطنه لاجئون سوريون، وتطهر في لقطات الفيديو المنشورة ألسنة اللهب التي وصل ارتفاعها إلى عدة أمتار.
وقالت الصفحة الإخبارية المعنية بشؤون اللاجئين بأن الحريق وقع في إحدى الجزر اليونانية التي يقطنها لاجئون سوريون وغير سوريين وتدعى جزيرة “ساموس”، كما نشر المتفاعلون مع المنشور فيديوهات صادمة لشبان تسيل الدماء على أجسادهم، وقالوا إن أحدهم قد “قتل” دون أن يوضحوا أسباب ذلك.
ولم يعرف على وجه الدقة السبب الذي أدى إلى اندلاع الحريق الكبير في مخيم اللاجئين، كما لم تصدر السلطات اليونانية أي بيان رسمي بهذا الخصوص، وكذا المفوضية السامية لشؤون اللاجئيين في اليونان.
وأفاد متابعون لصفحة “خلية الإنقاذ والمتابعة” المعنية بشؤون اللاجئين السوريين في اليونان؛ بأن سبب الحريق هو مشكلة بين شبان سوريين وآخرين أفغان، تطورت المشادة الكلامية بينهم للعراك من ثم اقتتال بأدوات حادة، لكن أحداً من زوار الصفحة لم يخبرنا بكيفية اندلاع الحريق، أو صلة الحريق بالمشكلة الحاصلة بين اللاجئين.
ووصل كل اللاجئين بغض النظر عن هويتهم وجنسيتهم إلى اليونان عبر البحر قاطعين آلاف الأميال من بلدانهم التي أحرقتها الحرب وأكلها الفقر إلى ما يعتبرونه “أرض الأحلام” في أوروبا، فمجرد أن تطأ أقدامهم أرض الجزر اليونانية كانوا يظنون أنهم سينسون كل هموم الطريق وآهات الماضي، لكن رياح المستقبل لا تأتي دائماً كما يشتهي البشر المتعبين.
تتوالى أخبار الشجارات المتكررة من الجزير اليونانية التي تضم لاجئين من ثقافات مختلفة، بسبب الاكتظاظ في المخيمات غير المؤهلة لاستقبال عدد كبير ولمدة طويلة.
فالمخيم الذي يفترض أن يستوعب ألفي شخص فقط بات يضم ما بين سبعة إلى ثمانية آلاف لاجىء ولا يزال يستقبل المزيد من قوارب اللاجئين الذي ينجحون في الوصول إلى الجزيرة انطلاقا من تركيا.
ألفان من نزلاء المخيم يعيشون في كرفانات؛ بينما البقية تعيش في خيم تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الصحة والسلامة وأغلبها سيئة وفيها ثقوب لا تقي من الحر في الصيف ولا من المطر والثلوج في الشتاء.
ويصف البعض المخيم بأنه سجن تهدر فيه كرامة الانسان بسبب الظروف المريعة السائدة فيه، وحذر محافظ الجزيرة أواخر العام الماضي من امكانية تحول الجزيرة وغيرها من الجزر القريبة من الشواطىء التركية إلى “معسكرات اعتقال مفتوحة تهدر فيها كرامة البشر”.
وجاء في تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود التي تدير عيادة داخل المخيم: “لاحظت أطباء بلا حدود تصاعد أعمال العنف اليومية في المخيم خلال الأشهر القليلة الماضية وقد عالج موظفو المنظمة العديد من ضحايا العنف الجنسي التي حدثت في المخيم والمناطق المحيطة به. والسبب الأساسي للتوتر الذي يسود المخيم هو الاكتظاظ الشديد والظروف اللاإنسانية السائدة فيه، هناك دورة مياه واحدة لكل 72 شخصا وحمام واحد لكل 84 شخصا من ساكني المخيم، والتوسع العشوائي المحيط به بين أشجار الزيتون “.
وأعمال العنف والمواجهات الجماعية بين مختلف الأعراق والقوميات والجنسيات وحتى الطوائف شائعة في المخيم بسبب الظروف المريعة والفوضى السائدة فيه.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.