شهدت محافظة ادلب شمال غربي سوريا، تعاظما لتصعيد النظام السوري الذي أمطر بلدات “جسر الشغور، والبشيرية، والجانودية، وعين الباردة” بعشرات الغارات الجوية، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأكدت مصادر خاصة لمرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سقوط 7 شهداء بريف إدلب الغربي، 3 منهم من عائلة واحدة، جراء قصف جوي لطائرات الأسد الحربية.
ووفقا لمصادر محلية، فقد حلقت طائرات النظام الحربية في سماء آخر منطقة منخفضة التصعيد اليوم الاثنين، بعد غياب دام لأكثر من 50 يوما، ونفذ الطيران الحربي غارات استهدفت أماكن في منطقة محطة زيزون الحرارية بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، والكفير والشيخ سنديان، ومحيط البشيرية ومحيط معمل السكر والجانودية بريف مدينة جسر الشغور بالإضافة لمدينة جسر الشغور غرب إدلب، وتعتبر هذه الغارات هي الأولى منذ منتصف شهر أيلول الفائت، كما قصفت مدفعية النظام وقواته البرية، منتصف ليلة أمس، أماكن في حاس وكفرومة وكفرسجنة والتح ومعرة حرمة وتحتايا وتل النار وأم جلال والمشيرفة بأرياف إدلب الجنوبية والشرقية والجنوبية الشرقية، دون أنباء عن خسائر بشرية إلى الآن.
وأكدت المصادر لمرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن طائرتان مروحيتان تابعتان لقوات النظام السوري، قصفتا بالبراميل المتفجرة محور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع قصف بري متقطع يستهدف محاور جبل الأكراد والطرقات المتصلة بها في ريف جسر الشغور الغربي، كما استهدفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية كل من بداما ومحيط الناجية ومحيط الغسانية بريف إدلب الغربي، ما تسبب في إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة، وبالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع الروسية استهدفت قوات النظام البرية كل من التح وتحتايا وأم جلال ومحور الكتيبة المهجورة غرب أبو الضهور بريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
إعادة انتشار
وفي الجبهة الشمالية الشرقية من سوريا، والتي شهدت مؤخراً عملية عسكرية تركية، فقد أكدت مصاردنا أن قوات الأسد أعادت انتشاراها صباح اليوم الاثنين، في الريف الغربي لمنطقة الدرباسية، بعد أن انسحبت من المنطقة قبل أيام في 30 تشرين الأول الفائت، حيث انتشر نحو 200 عنصر بالأسلحة الخفيفة الفردية والثقيلة، منتشرين في قرة قرمانية وقيروان وكربشك وشيريك وخربة حجي ابراهيم وحليوة وعراد وظهر العرب وكسرى واسدية وتل حرمل وقرى أخرى في المنطقة، وذلك بريف الدرباسية الغربية، شمال منطقة أبو رأسين.
وخرج في اليومين الماضيين أهالي المنطقة الشمالية من سوريا مرددين شعارات الثورة الأولى “الشعب يريد اسقاط النظام”، في إشارة واضحة وصريحة لرفضهم وجود نظام الأسد وجنوده في مناطقهم، إذ يعتبر الأهالي المحليين الأسد المسؤول الأول عن دمار سوريا، كما أنه السبب في إيصال قراهم إلى الحالة التي هي عليها اليوم، كما يتهمونه بإجراء تغيير ديمغرافي في التركيبة السكانية، عبر منح الجنسية لأفغان ينتمون للطائفة الشيعية، جلبتهم إيران إلى سوريا من أجل وضع مسامير لها في المنطقة الأغنى نفطياً، والأكثر أهمية استراتيجية.
أهمية المنطقة للنظام الأسد
ويرى مراقبون أن قوات الأسد لم تكن لتتمكن من الوصول إلى شمالي البلاد، لولا الدعم الروسي، ولولا المخططات الروسية التي تريد الوصول إلى المناطق الشمالية الغنية بالنفط، وبحسب خبراء لمرصد مينا فقد “استفادت روسيا من الخطأ الأمريكي، عندما قرر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “دونالد ترامب” سحب جنوده البالغ عددهم 1000 جندي، إثر العملية العسكرية التركية “عين السلام” شمال سوريا، من ثم أدرك “ترامب” الفراغ الذي أحدثه بالنسبة للروس فتراجع عن قراراه معيداً 200 من عناصره مع سلاحهم تحت ذريعة حماية الحقول النفطية”.
وأعلن ترامب مؤخراً رغبته في الحفاظ على منابع “النفط السوري”، وفي كلمته التي أعلن فيها قتل أخطر رجل في العالم، زعيم التنظيم الإرهابي “أبو بكر البغدادي” أعلن الرئيس الأمريكي بأسلوب واضح نيته الاستفادة من نفط سوريا، مقابل تخليصه العالم من “البغدادي”.
إضافة لغناها النفطي تعتبر المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا منطقة استراتيجية، فهي بوابة الشرق الأقصى نحو أوربا، ونحو البحر الأبيض المتوسط حيث يتمركز الأسطول الأمريكي السادس، كما أنها المنطقة الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإيرانية والتي تربط طهران بدمشق وبيروت، ولهذه الأسباب تصر أمريكا على بقاء قواتها هناك، بماوجهة الأذرع الروسية المتملثة بجيش الأسد، وللحد من قدرة المليشيات الإيرانية التي تزعج إسرائيل جنوب سوريا.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.