يحاصر مئات المتظاهرين العراقيين منذ مساء أمس الأحد، القنصلية الإيرانية في كربلاء جنوب العراق، بعدما حاولوا اقتحام القنصلية لطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية منها لكنهم فشلوا في ذلك، فيما تمكن بعض المتظاهرين من رفع العلم العراقي فوق مبنى القنصلية.
وتدخلت قوات عراقية خاصة لتفرق المتظاهرين الغاضبين الذين رددوا شعارات مناوئة للاحتلال الإيراني، ورفعوا يافطات كتب عليها “إيران بره بره، كربلا تبقى حرة”، وقالت مصادر محلية، أن مواجهات اندلعت بين عناصر من الأمن والشرطة العراقية من جهة، والمتظاهرين السلميين من جهة اخرى، أسفرت عن مقتل خمسة متظاهرين، كما أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية اليوم الاثنين في بيان رسمي لها قتل 3 متظاهرين بعد إصابتهم بالرصاص الحي خلال صدام مع الأمن بمحيط القنصلية الإيرانية بمدينة كربلاء.
وقال شهود لمرصد مينا أن “المتظاهرين أحرقوا البوابة الخارجية للقنصلية الإيرانية بكربلاء، ما أدى إلى وقوع صدامات بين قوات الأمن المكلفة بحماية القنصلية والمتظاهرين”، لافتين الى أن المتاظهرين أغلقوا أبرز طرق العاصمة “الدورة ومحمد القاسم” بعدما أغلقوا جميع مداخل ومخارج منطقة الزعفرانية وأبو دشير ببغداد، كما أفادت مصادر أمنية عراقية في محافظة كربلاء بأن مئات من المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر القنصلية الإيرانية، مطالبين بطرد بعثتها الدبلوماسية من البلاد، تزامنا مع تواصل المظاهرات في كل أنحاء العراق.
وأضاف الشهود أن “الصدامات أدت إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى من المتظاهرين لم يعرف عددهم بعد”، وقالت مصادر عراقية محلية بأن المتظاهرين أبلغوا السلطات العراقية التي تحاول تهدأتهم، “المتظاهرين أبلغوا السلطات الأمنية العراقية أنهم لن يغادروا المكان ما لم يتم إنزال العلم الإيراني من فوق مقر القنصلية”.
كما ذكر شاهد من رويترز أن قوات الأمن العراقية فتحت النار على محتجين في بغداد يوم الاثنين فقتلت ما لا يقل عن خمسة منهم، وأظهر تقرير مصور، قوات الأمن وهي تطلق النار على محتج فترديه قتيلا. وقال مصور لرويترز إنه شاهد مقتل ما لا يقل عن أربعة آخرين.
ويتهم المتظاهرون العراقيون إيران بالتدخل ببلادهم، وبالقرارات السيادية العراقية، حيث أعلن السفير الإيراني من بغداد قبيل اندلاع المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة، أن الجنود الأمريكيين في العراق سيكونوا أهدافاً لإيران بحال أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على أي عمل ضد إيراني، الأمر الذي أثار حفيظة العراقيين، لكن القشة القاسمة كانت عندما تدخلت إيران بقرارات عراقية داخلية تخص تنقلات بعض الضباط داخل جهاز مكافحة الإرهاب.
وتمول إيران أذرع عسكرية لها في العراق، كمليشيا الحشد الشعبي التي حصلت انشقاقات داخلها مؤخراً على خلفية التبعية لإيران، مقابل التخلي عن القضايا الوطنية العراقية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.