قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصادر اليوم، عن الوضع الموتر الجزائر قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ترى الصحيفة، إنه لا أحد بإمكانه الجزم بما سيحدث في هذا التاريخ، وإن الأمر الوحيد المعروف هو ارتفاع نسب مقاطعة الانتخابات في منطقة القبايل، مشيرة إلى أن عدد الناخبين الجزائريين يبلغ عشرين مليون شخص.
وتقول الصحيفة إن النظام الجزائري، وانطلاقا من إحصائيات على الورق، يعول على تحقيق أقل نسبة مشاركة ممكنة، لكن تنظيم الاقتراع -وقبله الحملة الانتخابية التي تنطلق منتصف الشهر الجاري- سيواجه صعوبات كبيرة.
مخاوف من عرقلة الانتخابات
ويواصل المتظاهرون الخروج إلى الشوارع في الأسبوع السابع والثلاثين على التوالي؛ رافضين إجراء الانتخابات التي تمثل من وجهة نظرهم فرصة مؤاتية للنظام كي يعيد إنتاج ذاته.
ويثير نجاح الأنشطة المناهضة لزيارات الوزراء والمسؤولين لمختلف مناطق البلاد مخاوف من إمكانية تجسيد التهديدات التي يطلقها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بمنع تنظيم الوصول لمكاتب الاقتراع، وهو ما قد يؤدي في حال وقوعه لرفع حالة التوتر يوم التصويت وخلال الحملات الانتخابية.
وبالتزامن مع إطلاق متظاهرين حملات ضد المرشحين للانتخابات، انتشر مقطع مصور يظهر فيه رئيس الحكومة السابق “علي بن فليس” داخل أحد المطاعم في ضاحية الجزائر وهو يتعرض فجأة لهجوم من عدد كبير من رواد المطعم الذين وَصفوه بالمفسد؛ ما اضطره للانسحاب من المكان على وجه السرعة.
تفكك النظام القديم
ورغم أن المرشحين للفوز بهذه الانتخابات كانوا يعارضون الرئيس “بوتفليقة” في الفترة الأخيرة من حكمه (سبق لهم أن تقلدوا مناصب رفيعة)، إلا أن الجزائريين يعتبرون أنهم مجرد واجهة للنظام.
ويعتقد “سفيان جليل” وهو معارض من الجيل الجديد أن الجزائر تشهد بداية تفكك نظام وصعود آخر بفعل الشارع وهو أمر إيجابي، رغم أنه يعتقد أن من تمكنوا من الترشح للانتخابات الرئاسية جميعهم من الوجوه القديمة.
غياب وجوه جديدة على الساحة السياسية
ويتساءل الصحافي “نجيب بلحيمر”، كيف يمكن أن نتحدث عن تغيير عبر صناديق الاقتراع بينما يمنع الشعب من اكتشاف وجوه سياسية جديدة بديلة عن تلك التي كانت موجودة منذ عشرين سنة. قبل أن يؤكد أن الأمر مستحيل ما لم يسمح للأغلبية التي خرجت منذ 22 فبراير الماضي بتنظيم نفسها والانخراط في حياة سياسية عبر انتخابات حقيقية.
وتعيش الجزائر حالة من التوتر المتصاعد تظهر مع التظاهرات حيث تنتشر تجهيزات عسكرية وأمنية كبيرة والاعتقالات المستمرة.
قطار الأمل
وتدرك المعارضة السياسية والقوى الاجتماعية أنه لا يمكن أن تمنع تنظيم هذه الانتخابات إلا في حالة التخلي عن سلمية الحراك كما يقول ناشط معارض؛ وذلك لأن النظام لن يتجدد بنفس الطريقة بل سيظهر رئيسه المقبل الكثير من الانفتاح. وتظهر السلطات عدم انشغالها بملف الانتخابات. وكتبت صحيفة الجيش في عددها لشهر نوفمبر أن مسار الانتخابات شبيه بمسار قطار أمل على وشك الوصول لمحطته الأخيرة.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.