تسعى الحكومة الصينة إلى إعطاء الصورة الجيدة عن أحوال المسلمين الصينيين داخل بلادهم، إلا أن تعتيماً إعلامياً من قبل السلطات الحكومية في بكين يطال مئات السجون الآخذة بالتمدد والتي يعيش فيها أكثر من مليون مسلم صيني غالبيتهم من عرق الأيغور.
يعيش هؤلاء المساجين في “الجحيم” حيث وسائل التعذيب الجسدية والنفسية، وفصل الأبناء عن الأمهات، وإرغام هؤلاء على ممارسة ما يعتبر من “المحرمات” في عقيدتهم المسلمة.
وبين الحين والآخر يتمكن صحفيون دوليون من الوصول إلى مساجين سابقين، أو الاقتراب من أسوار السجن بالرغم من الحوادث التي تفتعلها عناصر الأمن والمخابرات الصينية، لينقلوا جزءاً من الحقيقة إلى العالم.
نشرت مجموعة صحفيين دولية وثائق حكومية صينية سرية تكشف أعمال قمع لأقلية الإيغور في معسكرات في شينجيانغ، في ثاني تسريب خلال أيام لملفات سرية، لكن الصين أصرت على أن “ما تسمى بالوثائق المسربة هي أنباء ملفقة تماماً وكاذبة”.
فقد سلطت مجموعة من الوثائق المسربة التي يطلق عليها ” برقيات الصين” على معسكرات الاعتقال القسري للأقليات العرقية التي تديرها الحكومة الصينية في إقليم شينجيانغ.
ويأتي نشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين للوثائق أمس الأحد، في أعقاب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز منتصف تشرين الثاني الحالي، عن وثائق سرية تكشف تفاصيل حملة الصين القمعية على أقلية الويغور المسلمة ومسلمين آخرين في المنطقة.
ويقول خبراء من الأمم المتحدة ونشطاء؛ إن مليون شخص على الأقل من أقلية الويغور وأفراد من أقليات أخرى أغلبها مسلمة محتجزون في معسكرات في شينجيانغ.
وقال الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين؛ إنه حصل على قائمة توجيهات تعود إلى عام 2017 “تعتبر فعليا كُتيب إرشادات لإدارة المعسكرات” وتحتوي على توجيهات لكيفية منع الهرب والحفاظ على سرية وجود المعسكرات وتلقين النزلاء مبادئ “ومتى يسمح لهم برؤية أقاربهم أو حتى باستخدام دورات المياه”.
وتشمل وثائق أخرى حصل عليها الاتحاد “إفادات مخابراتية” تظهر كيف تم توجيه الشرطة “من خلال كم هائل من البيانات المجمعة ونظم التحليل التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاختيار فئات كاملة من سكان شينجيانغ لاعتقالهم”.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على أسئلة بشأن تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، لكن صحفاً كبيرة مثل صحيفة الغارديان، العضو في الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، نقلت عن السفارة الصينية في لندن قولها إن “ما تسمى بالوثائق المسربة هي أنباء ملفقة تماما وكاذبة”.
وقالت السفارة الصينية في بيان ” منذ أن تم اتخاذ هذه الإجراءات، لم يقع حادث إرهابي واحد خلال ثلاثة الأعوام الماضية” مضيفة أن الحرية الشخصية” للمتدربين” مضمونة بالكامل”.
وفي الوقت الذي تحكي تسريبات وشاهدات حية لناجين من جحيم الموت الصيني، عن الويلات التي يلاقيها الإيغور هناك، فإن الحكومة الصينية تصف المعسكرات” بمراكز التدريب المهني” وتقول إنها ضرورية لاستئصال الإرهاب والانفصالية في الإقليم.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.